الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر الزيروكسات ومقدار جرعته في علاج الرهاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ فترة طويلة، وقد عالجت بالسيروكسات لفترة بسيطة، وتوقفت عنه.

لا أنكر أنه قد ساعدني في تجاوز فترة مهمة من حياتي؛ حيث إنني تزوجت واستقرت حياتي قليلاً، لكن استغنيت عنه بمجرد زواجي لأجل الأعراض التي يسببها، والآن عزمت أن أعاود العلاج، وأن أستمر عليه إن شاء الله؛ لأن أعراض الرهاب تزعجني في مواطن كثيرة.

الآن لي ثلاثة أسابيع من بداية الدواء، بدأت بحبة كاملة، ووصلت الآن إلى حبة ونصف، اشتكيت من الغثيان كثيراً في الأيام الأولى، ثم اختفى ولله الحمد، والآن أعاني من كثرة النوم والكسل، ومن عدم الإقبال على الأكل.

سؤالي: هل هذه الجرعة في هذه المدة صحيحة أم لا؟ حيث إنني قرأت أن الجرعة العلاجية هي من (40 إلى 60)، أم بماذا تنصحونني؟ وهل إذا قللت الجرعة ستخف هذه الأعراض الجانبية؟ وما هو أفضل وقت لأخذ الدواء؟ ومتى أبدأ في تقليل الجرعة؟

جزاكم الله خيراً على مساعدتكم المستمرة لنا، ونفع الله بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ س.ن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

لا شك أن الزيروكسات من الأدوية الفعالة جدّاً والممتازة جدّاً لعلاج الرهاب الاجتماعي، ولكن هذا الدواء لابد أن يستصطحبه الإنسان بالتطبيقات السلوكية التي تقوم على مواجهة المخاوف وتجاهلها، وتطوير المهارات الاجتماعية، هذا مهم أيها الأخ الفاضل الكريم.

جرعة الزيروكسات المطلوبة في حالة الرهاب الاجتماعي هي أربعون إلى ستين مليجراماً كما ذكرت، وإن كنت أرى في حالتك أن الأربعين مليجراماً سوف تكون كافية جدّاً.

الآثار الجانبية التي قد تحدث -كما ذكرت وتفضلت- هي الغثيان، والبعض قد يحس بشيء من التكاسل، وبعض الناس أيضاً يحس بنوع من القلق في الأسابيع الأولى للعلاج.

الذي أنصحك به أيها الفاضل الكريم هو أن تستمر على جرعة حبة ونصف في هذه الفترة، وتتناولها مساءً، تناولها حوالي الساعة الثامنة والنصف مساءً بعد الأكل، وهذا إن شاء الله يقلل من الشعور بالكسل وكثرة النوم.

استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، وبعد ذلك ارفعها إلى حبتين، يمكن أن تتناولها حبة صباحاً وحبة مساءً، وهذه الجرعة تستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفض الجرعة مرة أخرى إلى حبة ونصف يومياً لمدة شهرين، ثم أعتقد أنك يمكن أن تتناول حبة واحدة كجرعة وقائية، وهذه سوف تكون كافية جدّاً، استمر عليها على الأقل لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم! هذا هو الذي أنصحك به، ولا داعي لأن تقلل الجرعة، أنت خطوت خطوات جيدة في العلاج، فقط غير وقت تناول الجرعة كما ذكرت لك، وإن شاء الله هذه الأعراض الجانبية سوف تنتهي بإذن الله تعالى.

كما ذكرت لك مسبقاً: كن إيجابياً في تفكيرك، طور مهاراتك الاجتماعية، اعتمد على المواجهة وعدم التجنب، مارس الرياضة، طور نفسك في عملك، وهذا كله إن شاء الله يفيد.

نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، ونشكرك على تواصلك مع (إسلام ويب).

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً