الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

احمرار في الجسم مع ارتفاع درجة الحرارة والناتج عن القلق وفرط التوتر

السؤال

أنا فتاة أشكو من احمرار وحرارة في الجسم، يظهر هذا الاحمرار واضحاً ومزعجاً في منطقة الصدر والوجه، وذلك عند الضغط النفسي والتوتر والقلق، أو التفكير، أو التعرض لموقف مفرح أو محزن، أو حتى التعرض للحرارة، أو الخروج في الأماكن العامة، أو الذهاب للمناسبات، فهل ما أشكو منه يتعلق بأعراض نفسية أو جلدية؟

علماً بأنه في استشارات أخرى أخبرتموني بأنها أعراض نفسوجسدية، وقد أخبرتكم بأني أستخدم الإندرال 40 مليجرام، وقد نصحتني بالاستمرار عليه مع إضافة الزولفت، ثم في استشارة أخرى وبنفس الأعراض زيادة على هذا الاحمرار والحرارة يرافقها سرعة ضربات القلب، وضيق التنفس، وعدم القدرة على الحديث، وصفتم لي السيروكسات مع علاج آخر مساعد.

ولكن السيروكسات غالي الثمن، فهل الزولفت يحل محل السيروكسات ويؤدي الغرض؟ أم أن هناك بدائل أخرى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الساحل الغربي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الوصف الدقيق الذي أعطيته في هذه الرسالة وفي الرسائل السابقة يدل أنك بالفعل تعانين من حالة نفسوجسدية، فمكون القلق لديك واضح جدّاً، وهذا ينتج عنه الأعراض الجسدية التي ذكرتها، والإندرال يساعد في علاج هذه الحالة، ولكنه بالطبع لا يقتلع الحالة من جذورها، إنما هو علاج فاعل للأعراض الفسيولوجية التي تكون مصاحبة للقلق والتوتر، فهو يفيد كثيراً في موضوع احمرار الوجه، وكذلك في الانشداد العضلي الذي يكون مصاحباً للقلق والتوتر، كما أنه يخفض ضربات القلب المتسارعة دون أن يضر بالقلب مطلقاً.

إذن الاستمرار على الإندرال لا بأس به، بل هو مطلوب، ولكن العلاج الذي سوف يقضي على الجانب النفسي – وهو المكون الأشد والأصعب – هذا الجانب يعالجه الزولفت، والزولفت بديل ممتاز جدّاً للزيروكسات، ولا شك في ذلك، كما أنه سليم وفاعل.

جرعة الزولفت يمكنك أن تتناوليها كما وصفناها لك سابقاً، وحتى إن رأيت أن الزولفت سوف يكون غالي الثمن بالنسبة لك، فيمكنك أن تستبدليه بدواء آخر، دواء بسيط وقليل الثمن، وهذا الدواء يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علمياً باسم (امبرمين Imipramine) وهو من الأدوية القديمة وينتمي إلى مجموعة من مضادات الاكتئاب تعرف بمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وهو سليم إذا تم استعماله بالصورة الصحيحة.

والصورة الصحيحة التي نعنيها هي أن تبدئي بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً يومياً، يمكنك تناولها في المساء، وبعد أسبوعين ارفعي الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراماً صباحاً وأخرى مثلها مساءً، وبعد شهرين ارفعي هذه الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراماً صباحاً وخمسين مليجراماً مساءً، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفّضي الجرعة مرة أخرى إلى خمسين مليجراماً يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم إلى خمسة وعشرين مليجراماً لمدة ستة أشهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

التفرانيل قد يسبب آثاراً عرضية، مثل الشعور بالجفاف في الفم، والثقل في العينين، وربما إمساك بسيط، وهذا يحدث في الأيام الأولى، وغالباً لا يحدث لمن هم في سن الشباب، إنما نلاحظه أكثر بعد عمر الخمسين.

إذن هذا هو الوضع بالنسبة للعلاج الدوائي، ولا شك أن الآليات العلاج الأخرى من ممارسة تمارين الاسترخاء وكذلك التمارين الرياضية بما يناسب الفتاة المسلمة سوف يكون عائداً إيجابياً جدّاً عليك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً