الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكرار الأسئلة عند الأطفال.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي طفل في الثامنة من العمر، مشكلته الأولى أنه لا يتكلم كثيراً مع أحد، سواء زملاءه أو حتى إخوانه، ثم إذا سألته سؤالاً يجيب ثم يسكت قليلاً، ثم يعيد الجواب، وكأنني قد أعدت عليه السؤال ويعيد الجواب وهو يبكي وغاضب، ويقول يكفي لماذا تسأليني؟

ظهرت عنده الآن حالة غريبة، وهي أنه يتمتم بكلام غير معروف إذا أراد أن يتكلم مثلاً، إذا أراد أن يطلب الماء، فهو يدير وجهه للخلف، ثم يقول كلمة معينة، ثم يتكلم، وبعض الأحيان يتكلم في شيء ثم يقطع كلامه؛ لأنه نسي أن يقول هذه الكلمة ويدير وجهه ويقول هذه الكلمة، ثم يرجع ليكمل حديثه، مع أن هذه الكلمة قد سمعتها منه، وهي كلمة في الحقيقة غريبة، وليس لها أصل، ولا أدري من أين أتى بها!

مع العلم أني لا أستطيع أن أتعامل مع ابني هذا، وهو دائماً يعيد علي الأسئلة ويكررها، حتى أمل من الإجابة عليه، وأجيبه على كل سؤال خمس مرات تقريباً، مثلاً يسألني هل أخي الصغير نائم؟ فأجيبه بنعم أو بلا، فيعيد السؤال بصيغة أخرى، طيب يا أمي هو نام؟ ثم يقول طيب يا أمي هل عبد الرحمن نام؟ طيب هو نائم الآن؟!

أرجو إفادتي، ماذا أعمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن تكرار الأسئلة عند الأطفال وبهذا النمط الذي ذكرته مع طفلك يكون نتيجة لأحاديث الغير، فالسبب الأول إما أن يكون نوعاً من الوساوس لدى الطفل، حيث إن الطفل اتبع نهجاً ونمطاً معيناً للحديث والتواصل مع الآخرين، وهذه الأنماط السلوكية نشاهدها في حالة الوسواس القهري، أي أن يتبع الطفل منهجاً معيناً يتواصل من خلاله مع الآخرين.

هذا الطفل وبالصورة التي يُجيب بها أو يسأل بها، لديه نوع من النمطية والرتابة والمنهج الخاص به، وهذا من صميم الوساوس، وهذه تعتبر حالات عابرة تختفي تلقائياً، ويساعد الطفل بأن نتجاهل سلوكه بقدر المستطاع ونشجعه، ولا نبدي أي نوع من الانفعال أو الغضب نحو تصرفاته، وفي ذات الوقت يُشجع على الأفعال والأقوال الإيجابية التي تصدر منه، ويتم توجيهه بصورة هادئة ولطيفة ومحفزة ومشجعة على الطريقة الصحيحة في الأسئلة أو المخاطبة.

السبب الثاني: قد يكون الطفل لديه محدودية معرفية بسيطة، وأعني بذلك أن درجة الذكاء قد تكون محدودة بعض الشيء، ولكن هذه المحدودية لا تكون من النوع المخل أو النوع المزعج جدّاً، وللتوصل لهذه الحقيقة أو نفيها، لابد أن يتم تقييم الطفل بواسطة المختص، وفي هذه الحالة هو الأخصائي النفسي، أو الطبيب النفسي المختص في أمراض وحالات الأطفال، كما أن طبيب الأطفال المختص في الأمراض العصبية أو التطورية، يستطيع أن يقيم الطفل أيضاً.

أختي الكريمة: سيكون من الأفضل أن يتم تقييم طفلك بواسطة أحد المختصين، ومن ثم يمكن أن يتم توجيهك للإرشاد الصحيح، وعموماً فمبادئ الإرشاد واحدة في مثل هذه الحالات، وهي تجاهل تصرف الطفل، وتحفيزه، وإتاحة الفرصة له لأن يتفاعل مع الأطفال في عمره، وتدريبه وتعليمه على الطرق الصحيحة في الكلام والتواصل، وإذا كانت هنالك محدودية في معرفته، فهذا أيضاً يتطلب بالطبع المزيد من الجهد والمزيد من التكرار، وأتمنى أن يكون مستواه الدراسي عادياً وطبيعياً، فهذا يطمئن كثيراً على مستوى الذكاء لديه.

البكاء والعصبية لا شك أنها ناتجة من محاولة الطفل أن يثبت ذاته، وأن يُفهم من قبل الآخرين، وأن يُعطى المزيد من الأمان، وأن لا يُنتقد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله له العافية، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً