الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالة الخجل والانطوائية وما يصاحبها من أعراض جسدية وعلاقتها بالقلق وكيفية علاجها

السؤال

السلام عليكم.

لدي خجل وانطواء بعض الشيء، ورجفة في اليدين، واضطراب في البطن، ووزني لا يزيد -ضئيل- رغم شهيتي الممتازة، وتوتر في النوم، إما نوم أو أرق، وخفقان في القلب، رغم سلامتي الطبية، بحكم عملي فأنا كثير السفر، لكن في السنوات الأخيرة تأتيني حالة اكتئاب بمجرد التفكير بالسفر، وإن ألغيت السفر أرتاح، كسول، أتعب من أي نشاط، اتكالي رغم وظيفتي وعلاقاتي بالناس، فأنا محبوب ومقبول من الكل - ولله الحمد - لكني أحبس نفسي في البيت.

كذلك أنا والد لطفلين، ولكن حناني زائد لأبعد الحدود، أصبحت أماً بدلاً من أن أكون أباً حريصاً شديداً، وحذري شديد جداً، حتى من حولي ملوا من ذلك، أتوتر وأحرق أعصابي لأي سبب، تغيّرت حياتي إلى الأسوأ، حتى الرغبة الجنسية ضعفت جداً دون وجود أسباب مرضية، مللت من حياتي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن حالتك - إن شاء الله - من الحالات البسيطة، ومن الواضح أنك تعاني من شيء من القلق والخجل والتوتر، وزيادة خفقان القلب، واضطرابات النوم هي جزء أصيل من مكونات القلق النفسي.

أخي الفاضل الكريم: أنت لديك إيجابيات كثيرة - بفضل الله تعالى - ولابد أن تتذكرها وتتمعن فيها، لديك الذرية ولا شك أن لديك أصدقاء ومعارف ولديك عمل، هذه كلها نعم كبيرة يجب أن تقدرها تماماً أيها الأخ الفاضل الكريم.

مثل حالتك تستجيب كثيراً لممارسة التمارين الرياضية، وعليك أيضاً بالإكثار من التواصل الاجتماعي فهو فيه خير كثير جدّاً.

ما أصبح يعتريك من حرص وحذر شديد هو ناتج من افتقاد الطمأنينة والأمان، والذي هو نتاج طبيعي جدّاً لحالة الخوف والقلق التي تعاني منها، لا شك أن الرغبة الجنسية تقل وقد تُفقد مع القلق والتوتر والمخاوف، وكذلك الاكتئاب النفسي.

أود أن أصف لك بعض الأدوية التي أراها مفيدة بالنسبة لحالتك، والتي أسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها خيراً كثيراً، الدواء الذي سوف يكون مناسباً لحالتك هو عقار يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً، تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد أسبوعين ارفعها إلى مائة مليجرام، وهذه الجرعة سوف تكون كافية جدّاً لحالتك، وأعتقد أنك من الأفضل أن تستمر عليها لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة أبداً، بعد ذلك خفض الجرعة إلى خمسين مليجراماً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أريدك أيضاً أن تقوم بإجراء بعض الفحوصات، خاصة التأكد من مستوى هرمون الغدة الدرقية، وذلك لسبب بسيط، وهو أن وزنك لا يزيد بالرغم من شهيتك الجيدة للطعام، ففي بعض الحالات التي يكون فيها إفراز زائد لهرمون الغدة الدرقية قد يحدث هذا الوضع، فعليك أن تذهب إلى طبيب الأسرة وذلك من أجل الاطمئنان، وإذا اتضح أن هنالك زيادة في إفراز الغدة فسوف يعطيك الدواء اللازم، ويمكنك أن تستمر أيضاً على الفافرين الذي وصفته لك، فلا تناقض أبداً ما بين الاثنين.

ممارسة تمارين الاسترخاء سوف تكون جيدة جدّاً، ويمكنك أن تتصفح أحد المواقع على شبكة الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.

أرجو أن تنزع هذه الفكرة المشوهة التي ختمت بها رسالتك، وهي أنك قد مللت من حياتك، فالحياة طيبة وجميلة، والأعمار بيد الله، والإنسان يجب أن يعيش حياته بقوة وفعالية وهذا خير له وللآخرين، وهذا لا يتأتى إلا من خلال أن نكون فعّالين، وعليك أن تنظر لمستقبلك بأمل ورجاء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً