الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية علاج طفل مصاب بالشلل الدماغي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني عمره ست سنوات، ويعاني من الشلل الدماغي الولادي، ولا يتناول الآن سوى حبة فولك أسيد باليوم مرة واحدة، فما فائدة الفولك أسيد بالنسبة لحالته؟ وهل تكفي حبة واحدة 5 ملغم? وهل هناك مقو للأعصاب أو ما يقلل الحركات اللاإرادية بأطرافه أو ينشط عضلاته؟ يمكنني أن أعطيها له مع تحديد الجرعة اللازمة، وكم المدة التي أستمر بإعطائها له؟ علماً أن الوضع الطبي ومستوى الأطباء المتخصصين بحالته لدينا لا يرقى إلى المستوى المطلوب.

عندما نذهب للطبيب لا ينصح بعلاجه أو إعطائنا بعض الأمل في إمكانية تحسين حركته! ويقول: إن هذا المرض لا علاج له حتى الآن في جميع دول العالم، وهو لن يتحسن وسيبقى هكذا.

وبالنسبة للعلاج الطبيعي فهل هناك حركات معينة يمكن أن أجريها له في المنزل وتفيده؟ وكيف نعرف أن سبب الشلل الدماغي حدث أثناء الولادة أم خلال الحمل؟ علماً أنه عندما كنت حاملاً بابني وهو البكر حصل لي تكلس في المشيمة، أو عقدة فيها، حسبما أخبرتني الطبيبة وقتها، ولم تعطني علاجاً حينذاك، وقالت: استمرار الحمل وكبر حجم البطن كفيل بإزالتها، وطبعاً بما أنها طبيبة اعتمدت على كلامها، خصوصاً أنه طفلي البكر ولم تكن معلوماتي بالحمل مثل الآن، وولادتي به كانت اصطناعية (طلق صناعي) واستمرت 8 ساعات.

عذراً للإطالة، وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبالنسبة لحمض الـ (فولك أَسِد) يستعمل أثناء الحمل، وذلك لأن دراسات كثيرة أشارت أن هذا المركب يمنع التشوهات التي يمكن أن تحدث في الجهاز العصبي، ولذا يُستعمل كعلاج وقائي.

أما بالنسبة لفائدته بالنسبة لهذا الابن – حفظه الله – فأنا أرى أن فائدته محدودة، ولكن لا بأس من تناوله، فهنالك بعض النظريات التي تقول أنه ربما يساعد أيضاً في نمو الجهاز العصبي، وإن كان هذا الكلام ليس مثبتاً إثباتاً قطعياً من الناحية العلمية، وجرعة حبة واحدة ستكون كافية جدّاً، والمدة التي يستمر عليها أعتقد أن مدة سنتين إلى ثلاث سوف تكون كافية، لكن المهم بالنسبة لهذا الطفل أن يكون تحت المراجعة والرقابة الطبية.

أنا أقدر جدّاً عدم توفر الإمكانيات الكاملة لرعاية مثل هؤلاء الأطفال، لكن أقول لك: إن التواصل مع أي طبيب أطفال سيكون أمراً مفيداً، حيث إن الطبيب يستطيع أن يُجري بعض الفحوصات الروتينية لمعرفة نسبة الحديد في الدم، نسبة قوة الدم، نسبة كريات الدم البيضاء، ووظائف الكبد... هذه أشياء بسيطة ولكنها أساسية، فأرجو أن تراجعي الطبيب من وقت لآخر.

أما بالنسبة للعلاج الطبيعي فلا شك أنه هو العلاج الأساسي في مثل هذه الحالات، والعلاج الطبيعي يساهم في حفظ العضلات في وضع وظائفي، ويجعلها لا تنكمش وتفقد فعاليتها، ويساعد بالطبع على بناء الأنسجة، فأرجو أن تكوني حريصة جدّاً على العلاج الطبيعي، وهنالك عدة حركات يمكن أن تكون مفيدة في مثل هذه الحالات، وهذه الحركات تتمثل في تحريك العضلات ومضاداتها – أي العضلات الأخرى – التي تجذب الحركة، فهنالك شد وانقباض وارتخاء.

أرجو أن تذهبي بابنك لأي أخصائي علاج طبيعي، وهم الآن الحمد لله كثر، واجعليه يقوم بتوفير جلسات علاجية للطفل، وهذا يجب أن يتم بحضورك، وأنت - إن شاء الله - سوف تكتسبين الخبرة المطلوبة لتطبيق بعض من هذه التمارين في البيت.

أيتها الفاضلة الكريمة! بالنسبة لسبب الشلل الدماغي، هنالك الكثير جدّاً من النظريات، ونظرية انقطاع الأكسجين أثناء الولادة تقريباً هي النظرية الأكثر شيوعاً والأكثر قبولاً، وحقيقة هذه الحالات قد تحدث مع الولادة الطويلة، الولادة التي تستمر لفترة طويلة، لكن شاهدناها أيضاً في ولادات طبيعية جدّاً وفي وقت طبيعي.

مهما كانت النظريات ومهما كانت العوامل أو الأسباب، الأمر هو ابتلاء، وابتلاء إن شاء الله بسيط، وأسأل الله تعالى أن يجعل لكم القوة والثبات والرضا لقبول هذا الأمر، وأسأل الله تعالى أن يكتب لكم الأجر.

الذي أود أن أؤكده لك أن حالة الشلل الدماغي لا تعتبر من الحالات الوراثية، بمعنى أن الأطفال الآخرين إن شاء الله لن يتأثروا بمثل هذه الحالة.

هذا هو الذي أود أن أقوله، وأسأل الله تعالى له العافية والشفاء.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً