الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رعشة تحدث في المقابلات والمشاجرات

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي تتلخص في الآتي:

أولاً: الرعشة والتوتر الشديد في المواقف، وتحدث في الحالات التالية:

أ- عند التحدث أو مقابلة أشخاص لها منصب أو هيبة أو مشاغبين أو مسئولين.

ب - عند حدوث مشاجرات بعيدة عني كل البعد، لكن أمام ناظري، مع العلم أني من قاطني المناطق الشعبية.

ج- عملي كفني إصلاح حاسبات يدخلني المنازل لإصلاحها، وعند حدوث عطل لا يمكنني تفهمه أشعر بسخونة وتوتر غير طبيعي ورعشة.

ثانياً: لا أخرج من المنزل ولو حتى لشراء المستلزمات المنزلية اليومية.

ثالثاً: أحب العزلة والجلوس أمام الحاسب معظم الوقت.

رابعاً: أحياناً أشعر بأن الناس حولي في الطرقات تترقبني أو تنظر إلي.

أكثر ما يؤرقني هو الرعشة التي تبدو ملحوظة جداً ولا تساعدني في الخروج من هذه الحالات، رغم معرفتي بها ومحاولاتي لمواجهه المواقف بإيجابية وتخطي أزمتي، إلا أن الرعشة هي دائماً ما يؤخرني ويمنعني من التقدم في حالتي.

أتمنى من الله أن يوفقكم لما يحبه ويرضاه، ويعينكم على مساعدتي بالدواء المناسب، وأن يجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن حالتك -إن شاء الله- من الحالات البسيطة، وهي ما نسميه بقلق المواجهة أو قلق الأداء، وهي من درجة بسيطة مما يسمى بالخوف أو الرهاب الاجتماعي، والأعراض فيها جانب نفسي، وفيها جانب فسيولوجي (عضوي) فالرعشة تنتج من إفراز مادة تُسمى بالأدرنالين مرتبطة بوجود القلق، وشعورك بأنك مراقب من قبل الناس، وعدم القدرة على الاستمرار في أداء ما تود القيام به، هذه كلها مشاعر نفسية مرتبطة بهذا النوع من القلق، وحتى الشعور بالسخونة والتوتر لا شك أنها جزء من هذه الأعراض.

أيها الفاضل الكريم! الذي أرجوه هو أن تحاول أن تتجاهل هذه الأعراض بقدر المستطاع، وأن لا تتوقف عن عملك، بل على العكس تماماً، فالمواجهة هي من أفضل سبل العلاج، والمواجهة قد تزيد من القلق في بداية الأمر، لكن بعد ذلك تجد أن هذا القلق قد انتهى إن شاء الله تعالى.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أبشرك بأنه توجد أدوية فعالة ممتازة لعلاج مثل حالتك، فهنالك دواء يعرف تجارياً باسم (فلوزاك)، واسمه العلمي سيرتالين يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً، وقوة الحبة هي خمسون مليجراماً، تناولها يومياً بعد الأكل لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

بجانب الفلوزاك هنالك دواء يُعرف تجارياً باسم (إندرال) وهذا أرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرامات صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرامات صباحاً لمدة شهرين، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.

هذه الأدوية إن شاء الله سوف تفيدك كثيراً، وذلك بجانب الإصرار على المواجهة، وتجاهل هذه الأعراض كما ذكرت لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر ايهاب

    اتمني من الله ان يشفي كل مريض

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً