الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإحباط وآثاره السلبية في تعامل الشخص مع أسرته

السؤال

السلام عليكم
في البداية أود أن أشكركم على هذا الموقع؛ لأني استفدت منه كثيراً.

كنت أدرس بالجامعة، وبسبب أمور حدثت لي تركت الجامعة، وسوف ألتحق من جديد، ولكني أعاني بعدما تركت الجامعة وعدت إلى البيت من مشاكل مع أهلي، فلا يوجد تفاهم بيني وبينهم، ولا أحب أن أتحدث مع أحد، وأريد الجلوس وحدي، ولا أخرج من البيت، وأصبحت جداً عصبية، لا أتحمل أي شيء يقال لي، وأصبحت أحب النوم، لدرجة أني لا أريد القيام بعمل أي شيء، فماذا أفعل؟
أرجو الرد، وشكراً لكم على هذا الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذا المنهج السلبي في حياتك أعتقد أنه ناتج من شعور عام بالإحباط، والشعور بالإحباط يتولد منه تفاعلات سلبية جدّاً، فالإنسان ينظر إلى نفسه بشيء من الدونية, وقد لا يقدر مقدراته، وقد تتوتر علاقاته مع الآخرين ويكون دائماً في الجانب السلبي، فعليه أرجو أن تتنبهي لهذه النقطة، وهو أن تسعي لأن تكوني إيجابية في تفكيرك، فهذا مهم جدّاً، وأن تعرفي أن العلاقة مع الأهل هي علاقة لابد للإنسان أن يسعى لترميمها دائماً، والإنسان إذا أخذ المبادرات الإيجابية حيال أهله فمهما كانت قسوتهم أو صعوبة التعامل معهم إلا أنه لابد أن ينتصر في نهاية الأمر، ويحس بالرضا؛ لأن الآخرين سوف يقدرون ما يقوم به من مبادرات إيجابية، وسوف يبادلونه المثل بالمثل..هذا هو الأساس التربوي الرئيسي في التعامل مع الأهل.
أمر آخر: أنا أريدك أن تبني علاقات اجتماعية فاعلة، تعرفي على الصالحات من النساء، وسوف تجديهن في مراكز تحفيظ القرآن، وأيضاً في العمل الخيري والذي هو متوفر في فلسطين، وهو من أفضل سبل التأهيل النفسي التي تُشعر الإنسان بالرضا، فكوني حريصة على ذلك.
أيتها الفاضلة الكريمة: لا شك أن العصبية لها مكون بيولوجي أيضاً؛ لأن القلق والتوتر الذي يؤدي إلى الشعور بالإحباط والكدر ربما تكون كيمياء الدماغ تلعب دوراً في ذلك، وأعتقد أن تناول أحد الأدوية التي تقلل من العصبية والتوتر وتحسن النوم – أي تجعل نومك نوماً صحياً وليس النوم الكثير الذي تحبينه الآن دون أن تكون منه جدوى، وهذه أيضاً سمة نشاهدها في حالات الاكتئاب القلقي- أعتقد أنه سوف يكون جيداً وفاعلاً بالنسبة لك، وأفضل دواء هو العقار الذي يعرف تجارياً باسم (بروزاك) وربما يكون له مسميات تجارية أخرى في فلسطين، واسمه العلمي هو (فلوكستين) أرجو أن تتحصلي عليه وتتناوليه بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، بعد تناول الأكل، يمكنك أن تتناوليه صباحاً أو مساءً، المهم أن تكوني منتظمة في تناوله، وبعد انقضاء الستة أشهر أرجو أن تتوقفي عن تناوله.
ممارسة أي تمارين رياضية تفيد الفتاة المسلمة سوف تكون ذات خير عليك، وأنا سعيد أن أعرف أنك لديك خطة للالتحاق بالجامعة، وأسأل الله تعالى أن يوفقك ويسدد خطاك، وهذه خطوة طيبة، والإنسان يكسب ثقته من خلال أفعاله الإيجابية وليس من خلال مشاعره السلبية، وكثير من الناس لديهم مقدرات كبيرة ويقومون بكثير من الإنجاز لكنهم لا يقدرون هذا الإنجاز؛ لأنهم لا ينصفون ذواتهم حين يقيمونها، فأنا أريدك أن تحكمي على نفسك بأفعالك وليس بمشاعرك، هذه أفضل طريقة لأن يثق الإنسان بنفسه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً