الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاكل القلب والجهاز الدوري المصاحبة للحمل .. اتباع الحمية ومحاولة إنقاص الوزن أثناء الحمل

السؤال

السلام عليكم.

علمت أني حامل رغم عدم استعدادي له، حيث أن وزني زائد 45 كيلو، ولم أستطع التخسيس، والآن عند الحمل 40 يوماً، ولكني ثقيلة جداً، بطني منتفخة مع ألم وغازات ودوخة توقعني أرضاً من شدتها، ونبضات قلبي أحسها غائرة مع خدر وتنميل في جسمي، وفي الليل أريد أن أضرب رجلي من شدة الألم المبرح بهما.
أريد يا حضرة الطبيبة أن تذكري لي ما هي فحوصات القلب -غير التخطيط- حتى أعلم ماذا في قلبي ويجعلني أحس أني سأموت الآن من شدة إحساسي به أنه غائر مع الخدر والضعف وقتها؟ وماذا أعمل مع الدوخة المزعجة وهذا الوزن الذي لا ينزل أبداً، وجزيل الشكر لك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن التغيرات الفيزيولوجية التي تحدثها هرمونات الحمل تؤثر على وظيفة القلب، وعلى حجم الدم، فتحدث أعراضاً في فترة الحمل قد تلتبس مع كثير من الحالات المرضية التي تصيب القلب، ففي الحمل يزداد حجم الدم زيادة كبيرة، وتزداد سرعة ضربات القلب، وتتوسع الأوعية الدموية، ويهبط الضغط.
كما أن الأمعاء والمعدة ترتخي بفعل هرمون البروجسترون، مما يؤدي إلى الشعور بالنفخة وزيادة في حجم البطن، فتشعر السيدة بثقل كبير في البطن، رغم أن تناولها للطعام يكون قليلاً، وهذه كلها تغيرات فيزيولوجية سليمة، ورغم أنها مزعجة إلا أنها تعمل على سلامة الأم وسلامة الحمل، وهذه التغيرات تصبح أوضح في حال كان هنالك زيادة في وزن السيدة الحامل؛ لأن هذه الزيادة تعمل كعبء إضافي على القلب.
ولذلك يجب العمل أولاً على استبعاد وجود أي حالة مرضية في القلب كخطوة أولى، وذلك عن طريق فحص القلب والرئتين بالسماعة، وعمل تصوير تلفزيوني للقلب، وتخطيط للقلب، بالإضافة إلى التحاليل الأساسية التي تتم في الحمل، وأهمها تحليل السكر، وتحليل قوة الدم، لاستبعاد أي سبب مرضي يمكن علاجه أولا.
إن تم التأكد من سلامة جهاز القلب والدوران، فتكون هذه الأعراض التي عندك هي أعراض فيزيولوجية، ولكنها مضخمة ومتفاقمة بفعل زيادة الوزن.
عزيزتي: إن الحمل ليس الوقت المناسب لتخفيض الوزن، فلا تفكري بخفض وزنك في الحمل، بل اجعلي هدفك الآن هو ألا يزيد وزنك أكثر من المطلوب للحامل، (وهو بالنسبة لك حوالي 8 كلغ طوال فترة الحمل)، ولتحقيق هذا الهدف يجب أن تتناولي مقداراً من السعرات الحرارية يكون محدداً، ويحسب عن طريق ضرب وزنك محسوباً بالباوند في الرقم (13) ثم إضافة رقم (300) إلى الناتج، حينها تحصلين على كمية السعرات الكاملة لكل اليوم، فإن لم تتناولي أكثر من هذا المقدار من السعرات يومياً، فستكون الزيادة في الحمل هي في الحدود الطبيعية - إن شاء الله - وهذا سيعتبر إنجازاً مهماً.
أما بعد الولادة فيمكنك اتباع نظام غذائي مدروس، مع إرشادات لتخفيض الوزن.
نسأل الله عز وجل أن يكمل لك الحمل والولادة على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً