الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبراليكس ونوبات الهلع

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أسعد الله أوقاتكم بكل خير، ووفقكم لما يحب ويرضى، وثبتكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة يا أطباء هذا الموقع المميز.

أنا مريض بنوبات الهلع الشديدة التي تأتي بشكل يومي، وذلك بسبب ضغط نفسي هائل علي بسبب الوالد الله يوفقه ويغفر له.

وأيضا مصاب بالوسواس القهري لما يقارب خمس سنوات, استمرت هذه النوبات تؤرق حياتي ولم أعد أتحملها.

ثم ذهبت إلى طبيب نفسي فوصف لي السيبراليكس فاستخدمته وبعد أسبوع واحد توقفت هذه النوبات تماما، ولم تظهر حتى بعد مضي أكثر من شهرين والفضل لله، بعد أن كانت تأتي بشكل يومي وأيضا تحسنت حالتي النفسية كثيرا، ولم يبقَ إلا آثار الوسواس القهري التي أعمل على القضاء عليها تماما، وهي ولله الحمد تخف بالتدريج وتكاد تختفي.

وقال لي الطبيب النفسي راجعني بعد أسبوعين، وأنا لا يمكنني فعل ذلك، وبسبب ظروف خاصة لم أرجع له ولا نية لي بعمل ذلك.

حالياً بعد شهرين من استخدام العلاج أشعر باني لم أعد بحاجة إليه، فأوقفته نهائيا بعد أن كنت أستخدم جرعة 20 ملم غرام، والآن لي يومان متوقف عن استعماله فما رأيكم بما فعلت؟

أنا لم أتجه إلى العلاج السلوكي المعرفي لأنني أعمله داخل نفسي بدون استشارة أحد، فدائما ما أقوي نفسي وأخاطبها بشكل إيجابي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله الحربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

على ما أذكر أننا قد تلقينا رسائل سابقة منك، فأشكرك على ثقتك بهذا الموقع، وأسأل الله تعالى أن ينفعك وينفعنا به.

أيها الفاضل الكريم: أولا أنا لا أريدك أن تسقط سبب الأعراض التي تعاني منها على والدك؛ وذلك لسبب بسيط، هو أن نوبات الهلع والخوف والاكتئاب النفسي وغيرها، لا نستطيع أن نقول أن هناك سببا متفردا هو الذي أدى إليها، فهناك عوامل قد تلعب دورا، وقد لا تلعب، ونحن نعرف أن هناك من تعرضوا لصعوبات كبيرة في التنشئة والتربية، وبالرغم من ذلك لم تحدث لهم أي آثار نفسية، وذلك لسبب بسيط أنه ليس لديهم الاستعداد النفسي للعلة النفسية، ولكن يظهر في حالتك أن لديك الاستعداد النفسي للعلة النفسية، وربما يكون المنهج التربوي الذي انتهجه الوالد ساهم كعامل قد يكون غير أساسي في حدوث هذه الأعراض، فأرجو أيها الفاضل الكريم أن تغير نظرتك حول هذا الأمر.

بالنسبة للعلاج، العلاج السلوكي بسيط جدا، وهو أن تكون أكثر ثقة بنفسك، وأن تدير وقتك بصورة صحيحة، وأن تحقر فكرة الخوف والوساوس، وأنت الآن لديك فرصة ممتازة أن تطبق هذه التدريبات السلوكية البسيطة، وذلك من خلال تذكر هذا التحسن العظيم الذي حدث، وذلك من فضل الله تعالى.

فإذن أنت الآن لديك قاعدة جيدة من التحسن تساعدك إن شاء الله للمزيد من التحسن.

إيقافك للعلاج خطأ وخطأ كبير، وذلك لسبب بسيط وهو أن العلاج يتدرج فهناك جرعة تمهيدية، وجرعة البداية ثم الجرعة العلاجية ثم الجرعة الوقائية ثم جرعة التوقف.

والسبرالكس لا ينصح بالتوقف عنه فجأة، لأنه قد يؤدي إلى أعراض قد تشبه الأعراض الانسحابية، وقد يحس الإنسان بالقلق والتوتر والدوار والبعض يحس بالتعرق، وهكذا.

هذه الأعراض ليست خطيرة، ولكنها مزعجة، والذي أنصحك به أن تبدأ بتناول الدواء الآن مباشرة، ابدأ مرة أخرى بـ10 مليجرام وليس 20مليجرام وبعد عشرة أيام ارفعها إلى 20 مليجرام، وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة 3 أشهر، وبعد ذلك خفض الجرعة إلى 10 مليجرام لمدة 6 أشهر، ثم إلى 5 مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلها 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة 10 أيام، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه هي الطريقة المثلى الطريقة العلمية الصحيحة، التي لن تحدث لك من خلالها إذا اتبعتها أي نوع من الآثار الانسحابية.

بارك الله فيك، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً