الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضميري يؤنبني لترك ابنتي الرضيعة عند أمي بسبب ظروف عملي ... ساعدوني

السؤال

السلام عليكم,,,

أنا أم لبنتين، الكبيرة عمرها 5 سنوات، والثانية رضيعة عمرها 3 أشهر، حصلت على عمل جديد بعيد عن مكان سكني، وعلي أن أغيب عن بيتي يومين -لأني أعمل في قسم الطوارئ- ثم أعود مهلكة من التعب، لا أنام خلال اليومين سوى 3 ساعات، مع سفر لمدة 5 ساعات ذهابا وإيابا، خلال مدة عملي تكون ابنتي عند أمي، وأنا أرضع ابنتي من صدري، وعلي أن أخرج الحليب من صدري خلال العمل من فترة إلى أخرى، حتى لا يتحجر صدري، وهذا ليس سهلا مع طبيعة عملي.

عندما أرجع للبيت أمي ترجع إلى بيتها، علي أن أهتم بابنتي وبيتي.

ابنتي تعاني من غازات، لا تنام لا ليلا ولا نهارا، وابنتي الأخرى في قسم السنة التحضيرية, وتحتاج مني لاهتمام، ظللت على هذه الحال شهرا، لكني أصبت بانهيار عصبي، لم أعد أطيق ابنتي الصغرى، ولا أريد حتى إرضاءها، عملية الإرضاع صعبة جدا عليّ، وأصبحت لا أنام لا ليلا ولا نهارا، غير قادرة على أن أهتم ببنتي وأختها، وحتى بنفسي، حتى أني أصبحت أصرخ في وجهها.

قررت أن أتركها عند أمي، أي أنها تبقى عندها, وأن أزورها كل يوم، وفطمتها.

الحقيقة تحسنت نفسيتي كثيرا، أصبحت أنام جيدا, وأرتاح أكثر، وأقدر على الاهتمام بنفسي, وبيتي, وابنتي الكبرى، وأزورها في اليوم مرتين لألعب معها، أصبحت تنام أفضل؛ لأن الغازات انتهت، يبدو أن السبب حليبي، وهي متأقلمة جيدا مع أمي التي هي سعيدة بها جدا، لكني أحس بتأنيب كبير، أحس أن واجبي أن أهتم بها، إحساسي بالذنب يقتلني، أريد أن أسأل هل ما فعلته له تأثير عليها مع الوقت؟ وهل سيؤثر على قيمتي في حياتها؟ وكيف أقدر على أن أعوضها عن غيابي حتى لا تتأثر؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

نشكرك أولاً على سؤالك هذا، ومن الواضح أن كل سمات الأمومة الرؤوم متوفرة لديك، ونسأل الله تعالى أن يجعل ابنتيك قرة عين لكما، وأن يحفظهما الله تعالى.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت تريدين أن توفقي ما بين العمل والرعاية لابنتيك, وأنا أقول لك: ليس هنالك ما يشعرك بالذنب أبداً، وتصرفك هو تصرف سليم جداً, ولم تحرمي أبداً ابنتك، ولقد وفرت لها الرعاية التعويضية عن طريق والدتك، أما موضوع الرضاعة فقطعاً الأمر فيه صعوبات كثيرة، والتغذية البديلة متوفرة، وتحل المشكلة تماماً، وابنتك -إن شاء الله تعالى- لن تفقد أي شيء، ولن يكون هنالك تأثير عليها في المستقبل، الأطفال أذكياء، يدركون ويعرفون، وهي سوف تعرف أنك الأم البيولوجية, والأم الحنون، التي توفر لها كل شيء، وفي نفس الوقت سوف تكون مرتبطة بك وجدانياً.

أرجو أن لا تتأثري بالذنب, وأنت تريدين أن توفري العيش الكريم لك ولابنتيك، وتساعدي في تنمية أسرتك وقوامها، وأنا لا أرى وجود أي تباعات سلبية على قيمتك في الحياة، أرجو أن تتأكدي من ذلك, وتنمي ذاتك، ولا تظلمي ذاتك أبداً، وأنت مجتهدة ومجاهدة، وما تقومين به هو عمل جيد، وإن شاء الله تعالى لن تحدث أي ثغرة تربوية في حياتك، الرعاية التعويضية التي وفرتها ممتازة -كما قلت لك- الأطفال يفهمون، وإن شاء الله تعالى لن تكون هنالك أي ثغرة مستقبلاً.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً