الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعر رأسي ناعم ولكنه غير مستوٍ، فماذا أفعل؟

السؤال

إخواني الكرام: أنا عندي مشكلة كبيرة جدا، وبصراحة قد تبدو أنها بسيطة وهينة، لكنها عندي كبيرة، وتسبب لي مشاكل وإرهاق، وهي في شعري.

إن طبيعة شعري أن يتجه للأمام ناحية وجهي، أي يجب أن أقوم بتمشيطه وتسريحه إلى الأمام، ولكن هذا بالطبع لن يناسبني بسبب سني، كما أن هذا لا يناسب مظهر الرجال، خصوصا وأن شعري ناعم وطويل؛ فلذلك أقوم بتمشيطه للخلف إلى ظهري، ولكن تظهر المشكلة في أنه يظل واقفا، وأظل أبلل شعري بالماء حتى أستطيع إرجاعه للوراء، وما هي إلا دقائق ويرجع ليقف مرة أخرى! وتظهر أكثر هذه المشكلة عندما أستحم بالمنظفات كالشامبو وغيرها، فهي تزيد شعري نعومة وتجعله لا يستقر للخلف، حتى لو قمت بالاستحمام بشامبو للشعر الجاف.

هذه المشكلة تؤرقني كثيرا، فكل مرة أضطر للنزول وأجلس أكثر من نصف ساعة أمام الماء أغسل في شعري، فقط أقصد أبلل رأسي بالماء خصوصا لو كنت كما ذكرت قمت بالاستحمام، واستخدمت الشامبو بالطبع فإن هذا يزيد الأمر تعقيدا، ويجعل شعري يقف أو يذهب للأمام فقط كطبيعته، لكن لا يرجع للخلف، وكنت أفكر في استخدام أحد الكريمات أو المثبتات مثل الجيل وغيره، ولكن المشكلة أن ذلك سيمنعني من الصلاة؛ نظرا لما تعرفون أنه لا بد لاشتراط الوضوء أو الطهارة أن يصل الماء لكل الجسم بما فيه خصلات الشعر، وهذه الأشياء أعتقد ستمنع الماء بلا شك أن يصل.

لذلك رجاء انصحوني بشيء أو حتى دواء، - أقصد كريما - تكونون متأكدين يقينا عندما أضعه أنه لا يتخلل فروة الرأس، وأستطيع أن أتوضأ مثلا دون أن أضطر أن أغسل شعري حتى أزيله.

رجاء يا أخوتي ساعدوني، أنا شعري كما ذكرت ناعم جدا، وحاولت أن أقصه تماما وأبقى حليق الرأس، ولكن للأسف اكتشفت بعدما فعلت ذلك أن سطح رأسي غير مستويٍ، مما يعني أن شكلي لم يكن جيدا للأسف، فحتى حلاقة الرأس تماما لم تناسبني.

علما بأنني حتى وأنا حالق لرأسي بنسبة كبيرة يوجد شعر قصير، وتبقى هذه المشكلة موجودة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب علم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحل يكمن في الاحتمالات التالية:

أولا: كن نفسك: ومعنى ذلك أن تظهر على طبيعتك، ويعرف الناس أن هذا شكل شعرك الذي خلقك الله عليه، ولنعلم قبل البدء بالجواب أن الله تعالى قد وزع الأرزاق، وجعل فيها تفاوتا وليست الأرزاق كما يظن الناس أنها المال فقط، بل الأرزاق تشمل كل شيء، مثل: كمية المال، وكمية الصحة والعافية، واللون، والطول، والسعادة، وكمية وشكل ولون الشعر، والأجل .. وغير ذلك.

من هذا التفاوت ترى أن هناك الطويل والقصير، والزنجي والأبيض، وصاحب الشعر الكثيف والأصلع، والمريض والمعافى، فهناك من هو مصاب بالأمراض الوراثية التي لا علاج لها، وهناك وهناك، وكذلك التفاوت في كثافة اللحية واتجاه شعر الرأس، وهذا وإن الرضا بالقدر بعد اتخاذ الأسباب سعادة لصاحبه.

ثانيا: استعمال الطاقية البيضاء الخاصة بالمصلين عند ذهابك للمسجد، ولها فوائد:

- أقرب للسنّة وألا تكون حاسرا.

- تخفي ما لا تريد إظهاره.

- تضغط على الشعر المبتل مما يساعد على محافظته على الشكل المتشكل تحت الطاقية.

ويندرج تحت ذلك استعمالك الغترة، أو غطاء الرأس الذي يستعمله طلاب العلم، وذلك لأنك طالب علم كما ذكرت في السؤال.

ثالثا: استعمال مثبتات الشعر، ولكن استعمل منها الجل الذي لا يحوي محظورات شرعية، واستعمله بكمية قليلة ومن الأمام فقط، أي موضع المشكلة، وامسح شعرك للصلاة من الخلف حيث إنه يجوز مسح بعض الشعر على أحد المذاهب، فاستفت بذلك، وتأكد منه ثم اعمل به.

رابعا: تقصير الشعر وليس حلاقته وتقصيره إلى الحد الذي لا يقف، وليكن بطول نصف سم إلى سم، وتكرر قص الشعر بالماكينة كل 3 – 4 أسابيع حسب الحاجة.

خامسا: الجمع بين أكثر من احتمال مما ذكرنا، ولكننا نؤكد على الاحتمال الأول كمبدأ، مع إضافة الطرق الأخرى كأمور مساعدة عند اللزوم.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً