الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام في البطن، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ فترة ليست بالطويلة يعني ما يقارب (7) أشهر، بدأت أشعر بألم في أسفل البطن مقابل السرة مباشرة، مكان وجود الأمعاء الغليظة، بدأت نوبات من الألم الذي يقدر بطول نصف أصبع اليد، في الجهة اليمنى ثم بدأت أشعر به في الجهة اليسرى جهة القولون.

بعد ذلك بدأت أشعر بغازات دائمة، وصعوبة في الإخراج، وشعور أنني بحاجة للذهاب إلى الحمام -أجلكم الله- ولا أستطيع إخراج أي شيء، علماً أنني أشرب في الصباح كل يوم الحليب وأذهب إلى الحمام مباشرة، وكنت أشعر بارتياح قليلاً ثم يعاودني الألم، وشكل البراز يتنوع مرة كالإسهال ومرة مقطعاً قطعاً صغيرة، ومرة جاف وقاس ومرة مرن.

الألم يذهب أسبوعاً أحياناً ويعود، أما حالة البراز هذه فتصاحبني دائماً مع وجود الغازات، وأحياناً أصوات في الأمعاء تخجلني وأكون بحاجة للتجشؤ.

عملت فحص البراز والبول والدم، وفحص الجهاز الهضمي، عن طريق الأشعة، وفحص المعدة إن كان فيها جرثومة، والنتائج سليمة -والحمد لله-.

بقي فحص المنظار الشرجي للأمعاء، ولكنني خائفة جدًا، أريد أن تطمئنوني لأنني في حالة صعبة، وأخشى أنني مصابة بذاك المرض.

رجاءً أخبروني لو كان ذلك المرض، ما هي أعراضه، وما هذه الأعراض التي عندي؟ علماً أن الألم يتجه نحو الخاصرة اليمنى، وأشعر به من شهر 7 /2011 والآن أشعر به قد تطور -أجلكم الله- وأرى في البراز عند التنظيف بالورق حبيبات مثل الرمل سوداء، هل هذا طبيعي، وما حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن لم يكن هناك ألم أثناء النوم أي أن الألم لا يوقظك أثناء النوم، وكما ذكرت فإنه لا يوجد دم في البراز، وكل التحاليل والصور طبيعية، ولا يوجد هناك أي تناقص في الوزن، فهذه الأعراض التي تشتكين منها هي أعراض القولون العصبي.

القولون العصبي شائع جداً، ويقدر بنحو 20-25%، وينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك، بالإضافة إلى أعراض أخرى كالإحساس بعد الإفراغ الكامل، والشعور بالتحسن بعد التغوط، والحاجة للتغوط بعد طعام الإفطار، هذه هي الأعراض التي تشكين منها.

في هذا المرض لا يكون هناك أي خلل أو اضطراب عضوي، فالأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات، واضطراب في حركة الأمعاء، وكل الصور والتحاليل والمناظير تكون طبيعية.

وتتردد الأعراض فتزداد في فترةٍ معينة، وتخف في أخرى أو تزول لفترةٍ معينة، وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية.

كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات وفي فترات استقرار الحالة النفسية، ومن ناحية أخرى فإن الأعراض قد ترتبط بأنواعٍ معينة من الأغذية والأطعمة كالحليب والبهارات والفلفل والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.

غالباً ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره، ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراضٌ كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجد أي سبب آخر، ومنها:

1- شعور بالإرهاق والتعب العام.

2- شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقتٍ طويل بعد الوجبة السابقة.

3- آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحياناً الشعور بالحصر.

4- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.

تفهم هذا المرض من قبل المريض تفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهي أن هذا المرض ليس عضوياً، ولهذا فإن الفحوصات التي يجريها الطبيب غالباً ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر طوال العمر، فعليها أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، وتحاول أن تتكيف مع أعراض المرض.

من ناحية أخرى فإنه مهما طالت مدة المرض، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان ولا إلى غير ذلك.

والعلاج هو علاج الأعراض، والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض سواء التوتر، والقلق أو أطعمة معينة، فعليك تخير الأطعمة التي تراها مريحة بالنسبة لها، ولا بد وأنها قد تعرفت على كل الأطعمة التي تزيد الأعراض عندها.

وعليك أن تتعلمي الاسترخاء فهذا يساعدك كثيراً فيمكنك تطبيق تمارين الاسترخاء بأن تجلس في مكانٍ هادئ كالغرفة قليلة الإضاءة، وألا تشغلي نفسك بأي أمور حياتية، وتفكري في شيء سعيد وجميل، وتغمضي عينيك ثم تأخذي نفسًا عميقًا وبطيئًا، ويجب أن تملئي صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك تمسكي على الهواء قليلاً في صدرك، ثم تخرجي الهواء عن طريق الفم، ويجب أن تخرجيه أيضًا بكل قوة وبكل دقة وبطء، وتكرري هذا التمارين خمس مرات صباحًا وخمس مرات مساءً لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجدين -إن شاء الله- أنه مفيد.

التمارين الرياضية وجد أنها مفيدة -أي نوع من التمارين الرياضية خاصة تمارين المشي أو الجري-.

بالنسبة للعلاج الدوائي، فهو (دسباتالين) للتقلصات ثلاث مرات في اليوم مع (دسفلاتيل) للغازات ثلاث مرات في اليوم مع (الموتيفال) لتهدئة الحالة النفسية.

عليك الاستمرار على هذه الأدوية ما دامت الأعراض، وطالما أن الأعراض موجودة فإنه يجب الاستمرار بالدواء حتى تخف الأعراض ثم تبدأ بالتوقف عنها، ويجب العودة إليها متى عادت الأعراض.

بعض المرضى يحتاجون المهدئات النفسية أو استشارة طبيب الأمراض النفسية، وكما ذكرت فقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي؛ وفي كثيرٍ من الأحيان تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب، والكثير من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع أدوية الاكتئاب مثل: (الموتيفال أو اللبراكس او سبرالكس).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ابراهيم الصقر

    جزاك اللة الف خير وشكرآ

  • رومانيا اريج عبدالله

    جزاك الله خير

  • السودان آدم الدوم آدم ادريس

    كنت أشعر بالألم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً