السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبدأ مشكلتي من البداية، حيث أنه جاءني شيء غريب فجأة وليس في الحسبان، رهبة وخوف من المجهول، وأفكار وهمية، وتفكير سلبي جداً، هذا قبل ثلاثة أشهر، فأنا جلست على هذا الوضع يومين، وبعدها لجأت للمستشفيات، فكان كلام الأطباء هو: أنه يوجد معي جرثومة في المعدة وقولون عصبي، وقرحة، وكان يأتيني قيء شديد، حتى أن وزني نزل، فصرف لي الطبيب دواء القولون - فيرين -، وصرف لي دواء - سيتالوجين - للاكتئاب والقلق النفسي، فكان تفكيري كله سلبياً، انعزلت عن الناس وبدأت أعاني من نفسي، وأي كلمة أتحسس منها، يبدأ المخ عندي يترجمها بشكل سيء وسلبي!

بدأت أقرأ عن مرض القولون العصبي، وتفهمت الوضع عندي، ولكني إلى قبل يومين بدأ يخف القولون؛ لأني أوقفت الدواء النفسي المصروف لي، وبدأت أستعمل دواء سيروكسات 20 مليجرام، حبة صباحا، وحبة مساء، وارتحت مع العلاج، ولكن بدأت الأعصاب عندي تشتد، وبدأ منسوب النوم يخف عندي.

أريد استشارتكم والله يحفظكم ويرعاكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

الأعراض النفسوجسدية منتشرة جداً، وقد تصل إلى ما يعرف بحالة التجسيد، والتي يقصد بها كثرة الأعراض الجسدية، والتي ربما يكون منشأها نفسياً، علة القولون العصبي منتشرة جداً، وارتباطها بالقلق والتوترات والاكتئاب النفسي هو ارتباط وثيق جداً.

أخي الفاضل الكريم: عقار سيروكسات من الأدوية الجيدة جداً والممتازة، فقط الذي لاحظته أنك قد بدأت العلاج بجرعة كبيرة نسبياً، الجرعة ليست جرعة كبيرة، لكن غالباً البدء بجرعة صغيرة ثم التدرج إلى أن تصل الجرعة إلى حبتين في اليوم ربما يكون أمراً جيداً، عموماً أنت وصلت إلى هذه الجرعة، إذن يمكنك أن تستمر عليها، ليس هنالك ما يمنعك من ذلك، ولكن أنصحك بأن تتناول حبة في الصباح، وحبة في الظهر، ولا تتناول حبة في المساء؛ لأن السيروكسات يعرف عنه أنه في حوالي (20 -30%) من الناس ربما يؤدي إلى اضطرابات في النوم إذا تم تناولهما مساءً، فإذن حاول أن تتناوله صباحاً وظهراً، ويمكنك أن تحسن صحتك النومية، وذلك من خلال تجنب النوم النهاري، وكذلك الابتعاد عن الشاي والقهوة في المساء والحرص على أذكار النوم، وأن تمارس الرياضة، فالرياضة تحسن من مستوى النوم لديك، وفي ذات الوقت يعرف عنها أنها من السبل العلاجية الممتازة للتخفيف والحد من أعراض القولون العصبي.

من المهم جداً أن تصرف انتباهك عن هذه الأعراض، وذلك من خلال الاستفادة من وقتك وإدارته بصورة جيدة، حاول أن تطور نفسك في المحيط المهني، وقوي من علاقتك الاجتماعية، وغير من نمط حياتك بصورة إيجابية، هذه كلها آليات علاجية مهمة جداً.

بالنسبة لجرعة السيروكسات حسب ما ذكرت لك، استمر على (40 ) مليجرام يومياً على الأقل، لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى (30) مليجرام يومياً، لمدة شهرين، ثم استمر على حبة واحدة أي (20 ) مليجرام يومياً، لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب.