الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من إجهاضات متكررة، فهل من تحاليل أجريها؟

السؤال

أنا متزوجة منذ 8 أشهر، وعلمت يوم 6/12 أني حامل، ولكن مع مرور الوقت اكتشفت أنه كيس بلا جنين، وأجريت عملية تنظيف وكحت يوم 24/1، وأخبرتني الطبيبة أني من الممكن أن أحمل بشكل طبيعي، وأن ما حدث هو أن البويضة تم تلقيحها خطأ، وأخبرتني أن ميعاد الدورة الشهرية سيكون ميعاد العملية وأعتبر العملية هذه دورة، ولكن لم تأت الدورة وعلمت أني حامل مرة أخرى، وذهبت لإجراء السونار والطبيب أخبرني أنه لا يستطيع الرؤية جيداً؛ لأن المثانة فارغة ومن الأفضل أن نؤجل السونار، لكن شاء الله أن ينزل دم، وفي ثاني يوم نزلت قطعة دم متجمدة أحسبها الجنين، واستمر الدم مدة أسبوع وانقطع، أجريت فحص التسكوبلازما و cmv والنتيجة سليمة.

فهل من تحاليل أخرى أجريها؟ أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك إن شاء الله.

أتفهم خوفك وقلقك يا عزيزتي، فالإجهاض تجربة صعبة، وخاصة لمن لم تنجب وتنتظر بلهفة لتعيش مشاعر الأمومة، لكني أحب أن أؤكد لك أن الإجهاض هو أمر يحدث كثيراً، وعند كل السيدات، وحدوثه لا يعني بالضرورة وجود مشكلة عند أي من الزوجين، فأغلب الحالات تكون ناتجة عن حدوث خلل في الكروموزومات، يجعل المضغة غير قادرة على الانقسام والتكاثر، وهذا الخلل يحدث بشكل عفوي وعشوائي، ولا يمكن منعه أو التنبؤ بحدوثه، لكن في حال تكرر الإجهاض ثلاث مرات متتالية -لا قدر الله- فهنا يجب الحذر وعمل بعض الاستقصاءات عند الزوجين، والبعض أصبح يلجأ إلى عمل هذه الاستقصاءات حتى بعد حدوث إجهاضين، حسب وضع الزوجين، وهذا ممكن، لكنه مجهد ومكلف بعض الشيء.

أهم التحاليل هي تحليل الصبغيات لكلا الزوجين، وتحاليل للغدة الدرقية ولهرمون الحليب، وللأجسام المناعية واسمها:
tsh-free,t3,t4, prolactin, ana,aca,la, protien c-s,

كما يفضل عمل تصوير ظليل لجوف الرحم، للتأكد من سلامته وانتظامه وعدم وجود خلل تشريحي ما في داخله، فإن وجد أي سبب فيجب علاجه أولاً.

في أغلب الحالات لا يتم العثور على سبب، ويكون تكرر الإجهاض مجرد مصادفة، وفي هذه الحالة تكون فرصة نجاح حمل جديد عالية -بإذن الله- فمثلاً فرصة نجاح الحمل بعد حدوث إجهاضين -كما هو الحال عندك- فرصة جيدة، وتصل تقريباً إلى 70%، وقد لا تجدينها نسبة عالية، ولكن إن عرفت بأن نسبة نجاح أي حمل في الحالة الطبيعية وبدون وجود اجهاضات سابقة هي تقريبا من 80% إلى 85% وليست 100%، فستجدين بأنها قريبة من ذلك.

بالنسبة لك الآن أنصحك بالاستراحة لفترة ثلاثة أشهر على الأقل قبل حدوث الحمل مجدداً، وذلك حتى يرتاح الرحم ويجدد بطانته، وحتى يتخلص الجسم من كل تأثيرات الحمل السابق، فبذلك ترتفع نسبة نجاح الحمل القادم بإذن الله، وخلال تلك الفترة يمكنك البدء بتناول حبوب الفوليك أسيد، ولا داعي لاستخدام طرق دوائية لمنع الحمل خلال هذه الفترة، بل يكفي العزل أو الامتناع عن فترة الإخصاب، وعند حدوث حمل جديد -إن شاء الله- يمكن تناول حبوب اسبرين الأطفال، أو إبر الهيبارين بجرعة خفيفة فور تشخيص الحمل، وذلك كنوع من الاحتياط، حتى لو كانت التحاليل طبيعية.

نسأل الله -عز وجل- أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً