الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد أن أفزعتني صديقتي أصبحت أفقد أعصابي عند كل خوف!!

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عزباء، قبل فترة حصل لي موقف مع صديقتي (مقلب) وضعت لي لعبة بشكل فأر, أصبت بهبوط وفقدان للوعي، وبعد الإفاقة أحسست بتعب وعدم قدرة على الوقوف، ورعشة وبرود في أطرافي، ومنذ تلك الفترة أي حدث -كأن ترن صفارة الإنذار- أصاب معه بهبوط وأفقد الوعي، رغم حصول نفس الموقف مرتين، سواء كنت واقفة أو جالسة، وتحدث نفس الأعراض.

كنت أظن أنه مجرد خوف، ولكن كنت في إحدى المرات في الاختبار في الجامعة، وكان صعبا، بدأت يدي تتعرق، وشعرت بدوخة، ولا أرى الورقة، وكنت أحس بأني سوف أفقد وعيي، وبعد وقوفي وخروجي من قاعة الاختبار وقعت وفقدت وعيي.

كذلك في هذه الفترة عند الاستيقاظ من النوم لا أستطيع الوقوف، أحس بهبوط وبأني سوف أفقد وعيي، وأعود للفراش حتى يزول الهبوط، ما هي حالتي؟ وهل لابد من زيارة الطبيب؟ وما هي الإرشادات المناسبة لحالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شموع الأمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالذي يتضح لي من رسالتك أنك ربما تعانين من انخفاض في الضغط، وهذا الانخفاض يحدث في حالات الهرع أو الفزع المفاجئ، كما أنه يحدث حين يكون الإنسان في وضع النوم أو الاستلقاء على السرير، ويعرف من الناحية الفيزيولوجية أن الإنسان حين يقف على رجليه قائما من الوضع الاسترخائي؛ إذا كان هذا فجأة يكون هنالك نوع من انخفاض الضغط التلقائي، وهذا يؤدي إلى شعور بالدوخة والدوار، وربما التعرق وبرودة في الأطراف.

هذه عملية فيزيولوجية بحتة تحدث لبعض الناس الذين لديهم في الأصل انخفاض، أو استعداد لانخفاض ضغط الدم، الحالة تعتبر حالة بسيطة، ليست خطيرة أبدا، لكنها قد تكون مزعجة بعض الشيء لدى بعض الناس، أيضا القلق النفسي يؤدي إلى نفس الظاهرة، وذلك من خلال التأثير على الجهاز العصبي اللاإرادي، حيث يمكن أن يحدث انخفاض للضغط، وكذلك انقباضات في الشعيرات الدموية الطرفية، مما يجعل الإنسان يشعر بالبرودة.

فإذن القلق أو المخاوف قد يكون الأمر فيها مرتبطا بالوضع الذي يضع الإنسان فيه جسده، والذي أرجوه منك هو أن تذهبي لزيارة الطبيب الباطنة، وسوف يقوم بفحصك سريريا، ثم يقوم ببعض فحوصات الدم، والطبيب سوف يقوم بالتأكد من مستوى ضغط الدم لديك، وذلك بقياس ضغط الدم عدة مرات وفي أوضاع مختلفة، قاعدة، وراقدة، وواقفة، وهكذا.

كذلك سوف يقيس الطبيب الضغط في اليد اليسرى وفي اليد اليمنى، وذلك لعمل مقارنات؛ لأنه في بعض الأحيان توجد بعض الفوارق، فالحالة بسيطة كما أكدت لك، وإذا اتضح أن لديك انخفاض ضغط دم طبيعي، هنا يمكن أن تتناولي أطعمة بتركيز زائد في ملح الطعام، كما أن الأجبان تعتبر جيدة، وهنالك أنواع البسكويت المملحة أيضا تفيد في مثل هذه الحالات.

تمارين الاسترخاء تعتبر جيدة، القيام ببطء وهدوء حين يكون الإنسان في وضع الجلوس أو الاستلقاء، فإذا كان هنالك خوف أو توتر، هذا كما ذكرنا يعالج من خلال الاسترخاء، وربما تكون الأدوية المضادة للقلق أيضا لها دور في مثل هذه الحالات.

أرجوا أن تطمئني وتواصلي مع الطبيب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً