الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الموت أفقدني لذة الحياة!!

السؤال

السلا‌م عليكم ورحمه الله وبركاته.

الله يجزيك خير الجزاء يا دكتور.

عندي استفسار عن الأ‌عراض التي تأتيني, سألت عنها أناسا كثرا وقالوا هي نوبات هلع, واستفسرت دكتورا في علم النفس فقال لي هو هلع.

الأعراض التي تأتيني تأتي فجأة, أصبح يأتيني خوف شديد من الموت, وأصبحت أُدخل الموت في أي شيء, يعني مثلا لو أردت أن أعد إلى العشرة فأشعر أني إذا لم أكمل سوف أموت, أو إذا تكلمت مع أحد يقع في بالي أنه سيقول كلمة ما, وإذا قالها أشعر أني سأموت.

وكل يوم أقول اليوم آخر يوم لي, وكل عمل أسويه أقول هذا آخر شيء لي, لما أركب السيارة أفكر بالحوادث, وأقول خلا‌ص لن أرجع إلى بيتي, تفكيري كله بالموت, وحتى لو أهدي نفسي أو أحد يهديني لما أرجع أتذكر أن الموت يلاحقني, وأني سأموت الآن, ويرجع الخوف من جديد.

والله يا دكتور تعبت وأهملت دراستي, وصار عندي تشاؤم من أي شيء, حتى لو أخرج إلى أصدقائي لا أشعر بلذة الفرح كما كنت أشعر بها من قبل؛ لأني دائما أفكر بالموت, كلما أحاول النسيان يعاودني من جديد.

لما أصلي أحس بضيق لكن أضغط على نفسي وأكمل, أصبح عندي من المستحيل القعود في البيت لوحدي أو النوم, لا أرغب بالأكل أو بالكلا‌م مثلما كنت في السابق.

أنا مؤمنة –الحمدلله- وأعرف أن الموت حق, وما كنت أخاف أو حتى أوسوس من هذه الناحية, لكن قدرا صار لي هذا, وهذا الخوف يشتد علي تقريبا وقت المغرب, وعند النوم.

مع العلم يا دكتور أني ذهبت لشيخ وقال لي لا يوجد فيك لا عين, ولا مس, ولا سحر, والحمدلله, قال لي لا يوجد فيك إلا شيء نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غدير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

قد أحسنت في وصف حالتك, وأنا أستطيع أن أقول لك أنك تعانين مما يعرف المخاوف الوسواسية، حالتك ليست نوبات هلع, أو هرع, أو فزع, حسب المعايير التشخيصية, لكنها نوع من الخوف الوسواسي.

الفرق بين الاثنين ليس شاسعا, بين الهلع والفزع والمخاوف الوسواسية, لكن توجد بعض الفوارق المعتبرة، الذي ألاحظه في حالتك هي استمرارية الأعراض, وأنها تشغلك كثيرا, وأصبحت مستحوذة لدرجة كبيرة, هذه الحالة إن شاء الله تعالى حالة بسيطة.

أنا أتعاطف معك جدًا لأني أعرف أن المخاوف الوسواسية حين تكون مستحوذة تضعف تركيز الإنسان, وتشتت أفكاره, وتؤثر على كل مناحي حياته، هذا لا يعني أن حالتك خطيرة, لكن هذه طبيعتها, ولذا أرجو أن تحقري الحالة تحقيرا كاملا, وعيشي حياتك بصورة طبيعية, وركزي على دراستك, وخذي قسطا كافيا من الراحة, وتواصلي اجتماعيا مع صديقاتك، وساعدي أهلك في أمور البيت, وهكذا...

والذي نقصده هو صرف الانتباه التام عن هذه الأعراض، وأنت الحمد لله متفهمة تماما لطبيعة الموت, وأن الأعمار بيد الله, وأن الخوف والوسوسة حول الموت لا تزيد ولا تنقص في عمر الإنسان لحظة واحدة.

الجزء المهم في علاج مثل هذه الحالات هو تناول الدواء المضاد للمخاوف الوسواسية, وهنالك دواء متميز يعرف باسم سبرالكس Cipralex واسمه العلمي هو استالوبرامEscitalopram, وهو مثالي ومفيد جدا لحالتك، شاوري أهلك حول هذا الأمر وإن استطعت أن تقابلي الطبيب النفسي هذا أيضا أمر جيد، جرعة السبرالكس هي في البداية (5غ) أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10غ), يتم تناولها بعد الأكل يوميا لمدة عشرة أيام, بعد ذلك ترفع الجرعة إلى (10غ) يومياً لمدة شهر, ثم ترفع إلى (20غ) يومياً.

وهذه هي الجرعة العلاجية التي يجب أن تستمري عليها لمدة شهرين, بعد ذلك خفضي الجرعة إلى (10غ) يومياً لمدة ثلاثة أشهر, ثم خفضي إلى (5غ) يومياً لمدة أسبوعين ثم (5غ) يوما, بعد يوم لمدة أسبوعين ثم توقفي عن تناول الدواء، يتميز الدواء بسلامته ونقائه وأنه لا يسبب الإدمان والتعود, كما أنه لا يؤثر على الهرمونات النسوية.

ولمزيد من الفائدة عليك بهذه الاستشارات: (431701 - 2108568 - 198605)

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً