الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بحالة قلق وأحس أني على وشك القذف، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب قد ابتليت سابقا بمشاهدة الأفلام الخليعة, لضعف دافع الدين والعقل سابقاً، ولمدارسنا المختلطة التي قلما ينجو منها الشباب، وقليلا ما أعود إليها وأتوب كل مرة وأعزم على الإقلاع عنها، ولكن ابتليت مؤخراً منذ أشهر, بشيء يسمى بالخوف من القذف في الأماكن العمومية.

حيث أحس أني على وشك القذف, ويزيد الخوف من هذا الإحساس عند التفكير فيه, وأحس بعدم القدرة على التحكم بهذه المشاعر, فعندها أطالب بمغادرة الفصل، وقد ظننت أني إذا أخمدت نار الشهوة سيضعف هذا الخوف, وذلك بمشاهدة هذه الأفلام الخليعة والعادات المخلة بالآداب، والتي والله ما جنيت منها إلا شراً, لأن الخوف يزداد كلما شاهدت هذه الأفلام تزداد عدم القدرة بالتحكم بهذه الشهوة، وأظن أن الحل يكمن في حلول لإخماد نار الشهوة، وفي الاستغفار عسى الله أن يرفع عني هذا البلاء. مع العلم أني أنوي الزواج خلال عامين أو ثلاثة -إن شاء الله-.

أرجو نصحكم وبارك الله فيكم وغفر الله لنا ولكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إجابة الدكتور محمد عبد العليم.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم أنت على إدراك ووعي تام بمخاطر ومساوئ مشاهدة الأفلام الخلاعية وما ينتج عن ذلك من:

أولاً إساءة لذات الإنسان يسيء ويحقر نفسه بهذه المشاهدات، وهذا يفقد الإنسان الكفاءة النفسية، وكذلك المعرفية، وتخلت المنظومة القيمية، وبما أنك شاب مسلم لابد أن تعيش في صراع وصراع كبير، وهذا النوع من الصراع يجب أن تستفيد منه، وأن تستغله لأن تميل إلى جانب الخير فهو الأفضل والأريح والأفيد لك.

ضع الأمور في قالب الحلال والحرام، هذا هو طوق النجاة، وبالنسبة لوسائل الإقلاع عن هذه المعصية الذميمة نحيلك على: (10813731 - 1978 - 26279).

بالنسبة ما تعانيه من الإحساس على وشك القذف هذه ظاهرة معروفة جداً نشاهدها في حالات ارتفاع درجات القلق المرتبطة بأفعال أو تصرفات معينة، ومنها مشاهدات هذه الأفلام الخلاعية، وارتياد أمكان الدعارة، ونشاهدها في حالات الانفعال الوجداني الشديد.

كان هنالك طالب يتردد علي حين يبدأ الامتحان يأتيه شعور شديد بالقذف، وقد حدث أن قذف فعلاً، فهذه ظاهرة وجدانية، ولكن أيضاً في حالتك هنالك الطابع الوسواسي المرتبط بها، والذي أدعوك له هو أن تبني قناعات جديدة تواجه فيها نفسك، وتفضح نفسك لنفسك، فيما يخص المشاهدات الخلاعية، وبعد ذلك حاول أن لا تعطي هذه الفكرة أنك على وشك القذف، فهي فكرة وسواسية، وأرجو أن لا تعطيها أي اهتمام في ذات الوقت حين تأتيك هذه المشاعر، اربطها بشعور مقزز ومخالف، تذكر مثلاً حادثاً فظيعاً وحريقاً أو شيئاً من هذا القبيل، أربط هذا الشعور بمنفر.

كما يمكنك أن تقوم بتمارين سلوكية، تتمثل في أن تجلس في مكان هادئ وفكر في أنك على وشك أن تقذف، وفي نفس اللحظة قم بالضرب على يديك بقوة وشدة، حتى تحس بألم شديد، الهدف هو أن تربط ما بين الشعور الوسواسي القلقي والألم، ووجد أن الألم حين يتكرر سوف يضعف الاستشعار الأول، وهو الشعور أنك على وشك القذف، هذا تمارين طبقها بجدية بمعدل مرتين في اليوم، ويجب أن يستغرق التمرين عشر دقائق على الأقل.

هنالك أيضاً علاج دوائي مفيد جداً في حالتك، الدواء يعرف باسم أنفرانيل لا أقول إنه مخفض للشهوة لكن قطع يتحكم في المشاعر الوسواسية التي تعاني منها، ابدأ في تناوله بجرعة ( 25غ) ليلاً استمر عليها لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعلها (50غ) ليلاً لمدة شهر ثم ارفع الجرعة (75غ) ليلاً، وهذه هي الجرعة العلاجية التي يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعدها خفض الجرعة إلى (50 غ) ليلاً لمدة شهرين ثم اجعلها (25 غ) ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم (25غ) يوماً بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء، هذا الدواء من الأدوية الجيدة والمفيدة والتي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

ونشكرك أيها الفاضل الكريم على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى ثقتك في هذا الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً