الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن تناول الأنافرونيل والدوجماتيل معاً في نفس الوقت؟

السؤال

ما هو أفضل علاج للقلق والوساوس؟ أريد دواء لا يؤثر على الوزن ولا يكون منوماً،
فقد جربت عقار (select...ive sertonin norepinephrine reuptake inhibitor) وكان التحسن طفيفاً، بينما كان التحسن جيداً عندما تم إضافة عقار أنافرونيل، وكذلك عقار دوجماتيل، فكان الكومبيناشين كذلك (select...ive sertonin norepinephrine reuptake inhibitor +dogmatilforte200mg+zolam+ zesperone) وهذا الكومبيناشن أتى بنتيجة جيدة، ولكن لم يتم أخذ الأنافرونيل والدوجماتيل معاً، فهل هناك مشكلة إذا أخذتهما معاً؟ وكذلك هل هناك مشكلة إذا تم أخذ الأنافرونيل مع البوسبار؟ وهل البوسبار كاف في هذه الحالة لوحده؟ مع العلم أن الحالة جيدة، والحياة شبه طبيعية باستثناء بعض الوساوس التي تؤرق من حين لآخر، وشكراً على مجهودكم معنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ nani حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا شك أن العلاج الأفضل للقلق والوساوس هو العلاج الذي يفيد الإنسان، وما يفيد شخصاً ما قد لا يفيد آخر – وهكذا – وهذا حقيقة تفسيره أن الأدوية تعمل من خلال الاختلافات الجينية للناس، ويعرف أن الاختلافات الجينية بين الناس كثيرة جدًّا، ولذا الآن هناك مساع حثيثة ودراسات متعمقة جدًّا لتحدد الخارطة الجينية لكل إنسان، والتي من خلالها يمكن أن يتم تخير الدواء الذي يناسب كل مريض.

لا شك أن هذه الجهود مقدرة جدًّا، ولكن إلى الآن لا نستطيع أن نُحدد دواء معينًا لشخص ما، لكن هنالك قواعد عامة، مثلاً: إذا كان هناك شخص مريض في الأسرة استجاب لدواء معين، فإذا مرض شخص آخر في الأسرة نفسها استجابته للدواء الذي استعمله الشخص الأول قد تكون جيدة جدًّا، هذه أحد المؤشرات المعيارية الجيدة جدًّا.

أيضًا الإنسان تجربته الخاصة مهمة جدًّا، هنالك أدوية كثيرًا ما نراها مفيدة لكن قد لا تنجح، والعكس صحيح، فهذه الأخت -الحمد لله تعالى- لها تجربة جيدة جدًّا مع الأدوية، وتناول الأدوية التي نسميها بـ (الماسة) - التي تمنع استرجاع السيروتونين انتقائيًا – استعمالها يعتبر الآن هو القانون الذهبي فيما يخص علاج الوساوس القهرية، وقد يكون من أفضلها البروزاك وكذلك الفافرين.

إضافة الأنفرانيل: هذا نوع من البرتوكول المعروف، لكن يجب ألا تتعدى جرعة الأنفرانيل خمسين مليجرامًا في جميع الأحوال، مثلاً المريض يمكن أن يتناول كبسولتين من البروزاك – أو ما يُعرف بالفلوزاك في مصر – ويُضاف إليه الأنفرانيل بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، ثم يمكن أن تُرفع هذه الجرعة إلى خمسين مليجرامًا ليلاً.

إضافة البسبار أو الدوجماتيل لا بأس بها، لأن هذه الأدوية تعمل من خلال منظومات مختلفة تمامًا، فجرعة بسيطة من الدوجماتيل أو جرعة بسيطة من البسبار لا مانع فيها أبدًا، وكما تعرف فإن الأدوية تقسّم إلى أدوية علاجية أساسية وأدوية مساعدة، وفي مثل هذه الحالات موانع استرجاع السيروتونين انتقائيًا تكون هي الأدوية الأساسية، ويكون الأنفرانيل هو الدواء المساعد الأول، والدواء المساعد الثاني (مثلاً) الدوجماتيل.

البسبار دواء جيد جدًّا لعلاج القلق النفسي، لكنه بطيء الفعالية ويتطلب الصبر حتى يتم البناء الكيميائي، فمثلاً لا مانع من استعماله مع الفافرين أو مع البروزاك أو أي دواء آخر من نفس المجموعة، لكن يجب أن يكون هنالك صبر من جانب الشخص الذي يتناول الدواء حتى يتحصل على نتيجته الفاعلة.

هذا هو الذي أنصح به في هذا المجال، أما بالنسبة لسؤالك الأول: ما هو أفضل علاج للقلق والوساوس؟ وتريد دواءً لا يؤثر على الوزن أو يكون منومًا؟ كما ذكرتُ لك سلفًا كل إنسان له دواء يناسبه، لكن البروزاك له هذه الميزات، البروزاك يعالج القلق، لكنه نفسه يسبب القلق في عشرة بالمائة من الناس، وهذا بالفعل شيء عجيب بعض الشيء، لكني أعتبره الدواء المثالي فيما يخص أنه لا يزيد النوم ولا يزيد الوزن أيضًا.

الفافرين أيضًا له خاصية جيدة في علاج الوساوس القهرية، قد يسبب زيادة بسيطة جدًّا في الوزن، وهذه تحدث في الثلاثة أو الأربعة أشهر الأولى في العلاج، بعد ذلك لا تحصل زيادة، أما بالنسبة لتأثيرها على النوم فهو تأثير حيادي لدرجة كبيرة، بمعنى أنه لا يزيد ولا ينقص النوم، وإن كان البعض يذكر أنه ربما يحس الإنسان بشيء من الاسترخاء الليلي، وهذا ربما يكون مفيدًا.

دائمًا العلاجات الدوائية بالنسبة للوساوس يجب أن تستصحب بالعلاج السلوكي، ومن المهم جدًّا أن تكون جرعة مضادات الوساوس من النوع القوي نسبيًا، وتكون الجرعة متوسطة إلى كبيرة، ولابد أن تكون مدة العلاج طويلة نسبيًا، لأن الوساوس القهرية أحد سماتها أنها قد تعاود الإنسان من فترة إلى أخرى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً