الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتضايق من وجودي في العمل ولا أرتاح إلا بمغادرته!!

السؤال

دكتور محمد عبد العليم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله كل خير أبدأ بعرض مشكلتي عليك، وهي أني أشعر برهبة وخوف شديد، ورهاب من العمل، وأشعر بضيق تنفس، وهمّ كبير، وعدم ارتياح، ولا يزول هذا إلا بتركي للعمل، وهذا سبب لي متاعب عندما أواجه الناس في المناسبات، والسؤال عن الوظيفة، وأحيانا أتهرب من أسئلتهم، وأحيانا أشعر بالاكتئاب، وألوم نفسي وأقول إن زملائي وأصدقائي أفضل مني، كل واحد منهم يعمل، إلا أنا، ويسبب لي ضيقا وهما، والتفكير دائما بهذه المشكلة التي تؤرقني، علما بأني اجتماعي وأحضر مناسبات الأقارب والأصدقاء، أرجو يا دكتور محمد أن تساعدني، ولك جزيل الشكر، وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

النفور من شيء ما وعدم قبوله والتواؤم معه، يكون كراهية في هذا الشيء، أو أن تكون الظروف المحيطة بالإنسان ليست جيدة، أنت مشكلتك تنحصر الآن في محيط العمل، وذكرت أنك اجتماعي خاصة في مناسبة الأقراب والأهل، وهذا كله يجعلنا أقول أنه ربما يكون لديك مشكلة في الرغبة في العمل، وقد يكون هنالك ما نسميه بالرهاب الاجتماعي من النوع البسيط، فيا أخي الكريم مثل هذه الحالات تعالج، لا تحمل هموم العمل بالبيت ولا هموم البيت بالعمل، قد يكون الكلام ليس سهلاً، لكن الإنسان يحاول جهده بأن يميز بين الاثنين و يعطي كل شيء حقه.

ثانياً: العمل هو في الأصل تواصل وتمازج وتطوير للمهارات، ومن حولك ليس لديك مشكلة معهم، العلاقة في العمل يجب أن تكون قوية وفي حدود الاحترام والزمالة المهنية وهكذا، انظر بإيجابية لمحيط عملك، ولا تترك العمل؛ لأن ترك العمل فيها إحباط شديد للإنسان، الكثير من الذين تركوا أعمالهم ندموا على ذلك، ولا يمكن للإنسان أصلاً أن يحل مشكلة بمشكلة، وصحح مفاهيمك حول تواصلك الاجتماعي مع الزملاء كما ذكرت لك، وواجه دائماً مصدر المخاوف، مصدر المخاوف يجب أن يواجه ويجب أن يحقر ويجب أن يغير الإنسان مفهومه عن ذلك.

أنا أرى أن تناول الأدوية المضادة للرهاب وللقلق الاجتماعي سوف تكون مفيدة جداً في هذه الحالة، وأعتقد أنك سوف تستفيد من جرعة صغيرة من عقار لسترال، والذي يعرف باسم زولفت، ويسمى علمياً باسم سيرتللين، تحصل عليه وحاول أن تتناوله، وكما ذكرت الجرعة المطلوبة في حالتك صغيرة وأن تبدأ بحبة أي (25) مليجرام تتناولها ليلاً، لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

من الأفضل أن تطور علاقاتك الاجتماعية مع زملائك في العمل مثلاً الزيارات المنزلية لبعضهم، حتى وإن كان ذلك على نطاق التواصل الأسري، إذا كان هنالك أي نوع من الجمعيات الخيرية أو التكافلية ما بين زملاء العمل فحاول أن تشارك فيها وأن تكون نشطاً، لماذا لا يحصل اتحاد فيما بينكم للقاء في خلال الأسبوع مرة أو مرتين لممارسة الرياضة أو لتلاوة القرآن، فهذا كلها يجعل التضافر والتعاضد ما بينكم أفضل، وهذا يخفف رهبتك من العمل، بل يزيد رغبتك فيه إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً