الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي منحة دراسية خارجية وأنا متردد بسبب ضعف الشخصية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب انتهيت من الثانوية بمعدل ممتاز -والحمد لله-، وقبلت ببعثة لدراسة الهندسة في أمريكا، لكن بعد أن وصلني خبر القبول بدأت أحس بالخوف والتفكير من السفر والتغرب والوسواس ... رغم أنه يوجد معي 10 طلاب من نفس الدولة.

من أسباب الخوف والتفكير أني إنسان ضعيف الشخصية، وأخاف من مقابلة الناس، وإذا قابلت أي شخص أبدأ بالتلعثم في الكلام، الآن أنا محتار جدا لدرجة أني أحاول إقناع أهلي بعدم السفر، ولكنهم يصرون على دراستي بالخارج.

أحس بأني خائف ومتوتر؛ لدرجة أني أفكر بأشياء تافهة جدا.

أرجو منكم الرد في أقرب وقت ممكن لأن السفر بات قريبا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حانم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

بالطبع هذه نقلة كبيرة، أنت كنت بين ذويك وتعيش في محيط الأسرة وأمانها، والآن تريد أن تنتقل إلى الدراسة في أمريكا، فالشعور بقلق المخاوف، وعدم القدرة على التواؤم مع هذا الوضع، قد يكون أمراً طبيعياً لدى الإنسان، والبعض قد يفرح شديداً بما آتاه، أعتقد أن كلا الشعورين ليس جيدا، الفرح المطلق أو التشاؤم والكدر الإحباطي الذي يمنعك من السفر، كلاهما ليس جيدا.

أيها الفاضل الكريم، انظر إلى الموضوع نظرة إيجابية، أنت ذاهب مع مجموعة من الطلاب، إن شاء الله تتحصل على أعلى الدرجات، عش حياة طيبة هناك، وحافظ على صلاتك وتلاوة القرآن، وتذكر أن التواصل مع أهلك سوف يكون سهلا جداً، وأن أهلك حين أصروا على سفرك يريدونك أن تتزود بأفضل العلوم وتعود عليهم ناجحاً وظافراً، هذه محركات إيجابية تذكرها سوف يفيدك ويخلصك من موضوع الخوف وعدم التيقن وعدم الطمأنينة لما سوف يأتي، إن شاء الله تعالى الذي سوف يأتيك هو خير، لا تتردد أبداً في موضوع السفر، تذكر أن دعاء السفر فقط حين يكون الإنسان مقدما على السفر إذا تذكره وقرأه بصورة صحيحة وتيقن هذا يمثل زادا عظيما للإنسان.

أذكار الصباح والمساء، مطلوبة منا في كل مكان وزمان لكن قطعاً في بلاد الغربة سوف تحس بقيمتها وهي قيمة عظيمة وتبعث فيك طمأنينة كبيرة، أخي الكريم أقدم على السفر دون أي تردد.

أما بالنسبة لموضوع مقابلة الناس؛ هذا ربما يكون فيه درجة من الخوف أو الرهاب الاجتماعي، وهذا سوف يتلاشى إن شاء الله تلقائياً، وحتى نشجعك أكثر على المواجهة، هنالك دواء بسيط وجيد وممتاز وسليم جداً، يعرف باسم زيروكسات واسمه الآخر هو لسترال، واسمه العلمي هو سيرتللين بعد مشاورة أهلك يمكن أن تتناول منه نصف حبة، أي (25) مليجرام تناولها ليلاً لمدة أسبوع، وبعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة شهرين ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة شهر ثم نصف حبة يوما بعد يوما لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء، هذا دواء جيد وغير إدماني، وله فوائد كبيرة جداً في علاج الخوف والرهاب الاجتماعي.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول كيفية تقوية الشخصية سلوكيا225512 - 239454 - 249371.

أسأل الله لك العافية والسداد، وأرجو أن تسافر فوراً وتلتحق بالدراسة مع زملائك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً