الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل مع العلاج ستزول أعراض العادة وأستطيع الزواج؟

السؤال

أنا شاب في الثلاثين من عمري, بدأت مأساتي مع العادة السرية منذ البلوغ, وكثيرا ما جاهدت نفسي لتركها ولكني فشلت, حيث زينها لي الشيطان كثيرا بمشاهدة كل ما هو محرم لفعلها, حتى وصلت للتاسعة والعشرين فظهرت لدي أعراض لم أشعر بها من قبل, أذكرها بالتحديد وهي:

ألم في مؤخرة ظهري, يظهر ويختفي, وثقل في فتحة الشرج, وألم بعد التبرز يستمر لدقائق ويختفي, واحتلام بصعوبة, مع إحساس دائم أثناء النهار بالرغبة في القذف فأستمني.

قررت الذهاب للطبيب في نوفمبر 2011, وكشف علي بإدخال أصبعه في فتحة الشرج, وقال لي عندك احتقان بالبروستاتا, وأعطاني علاجات (ديكونجستيل- بروستاكيور بلس - رانسيف500) لمدة شهر, ونصحني بالإسراع في الزواج, شعرت بتحسن في الأعراض السابقة خلال أسبوع (فترة المضاد) إلى أن انتهى؛ فظهرت شبه حرقة في منطقة الشرج, اضطررت للاستمناء, فزالت ثم عاودتني الأعراض بعد أيام, حتى شهر يونيو 2012.

ذهبت لطبيب آخر, وصممت أن أعمل تحليلا كما قرأت في موقعكم, وكانت النتيجة سليمة إلا نسبة صديد بسائل البروستاتا (2-3) فقال لي نفس ما قاله الطبيب الأول, وأعطاني علاجات (بروستالين- بيبون بلس – ريمكتان300) لمدة ثلاثة أسابيع, أحسست براحة غريبة خلال فترة أسبوع المضاد أيضا حتى انتهائه, ثم ظهرت حرقة أيضا ورغبة في القذف, فأستمني حتى تزول, حتى شهر رمضان أخذت عهدا ألا أشاهد أفلاما إباحية, أو أفعل العادة اللعينة, ولكني الآن على نفس الأعراض السابق ذكرها في بداية الاستشارة.

ولدي أسئلة أرجو الإجابة عليها وهي:

أولا: ما السر في الشعور بالراحة مع المضادات الحيوية؟ وهل الأدوية الباقية ضارة؟

ثانيا: كنت أتناول خلال تلك السنة اللبوس فقط من تلقاء نفسي على فترات كثيرة جدا, فهل في ذلك خطورة؟

ثالثا: كنت في السابق عند الاحتلام أشعر بنشاط صباحي, أما الآن عند الاحتلام بألم أقوم صباحا مجهدا جدا, ويظهر على وجهي الإرهاق -كما يقول لي زملائي في العمل- فهل يسبب احتقان البروستاتا ذلك؟

رابعا: هل أترك نفسي بدون علاج وأكتفي بالبعد عن المثيرات والاستمناء, وهل ستتحسن حالتى أم تسوء أكثر؟

خامسا: اصدقوني القول هل أسعى للزواج أم ليس هناك فائدة؟

وآسف جدا على الإطالة, وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد:

أخي الكريم: إن ممارسة العادة السرية تعتبر ممارسة شاذة، تشعر صاحبها بالذنب والندم والقلق والانفعال والخوف والتردد، ومن هذا المفهوم فإن للعادة السرية علاقة بالتغيرات التي تطرأ على الجهاز البولي والتناسلي، وخاصة احتقان أو حتى التهاب البروستاتا التي تؤدي إلى الأعراض التي تشتكي منها.

في البداية نوضح أن العلاج دائما يبدأ بتجنب الأسباب المؤدية للأعراض، وفي مثل حالتك يكون السبب الأساسي هو التعرض المستمر للمؤثرات الجنسية، لذا أنصحك بالآتي:
- تجنب المؤثرات الجنسية إن كانت أفلاما أو صورا أو أحاديث جنسية.
- الحرص على الرياضة المنتظمة المجهدة لتفريغ الطاقة الكامنة بداخلك.
- تجنب الجلوس لفترات مطولة وتجنب الملابس الضيقة.
- والأهم من ذلك أن تتجنب ممارسة العادة السرية.

أخي الكريم: من خلال ما شرحته من أعراض في استشارتك من الآلام في الظهر، والثقل في فتحة الشرج والألم والاحتلام ووجود صديد عند فحص البروستاتا، والتحسن الوقتي عند تناولك المضادات الحيوية؛ فمن الأرجح أنك تعاني من التهاب البروستاتا مع الاحتقان في الأجهزة التناسلية أيضا.

وسؤالك عن السر في الشعور بالراحة مع المضادات الحيوية: هو نتيجة لتحسن الالتهاب الوقتي في غدة البروستاتا بواسطة المضادات الحيوية، وبالنسبة لاستخدام اللبوس من نفسك دون وصفها لك من الطبيب المختص لا ننصح به، وقد يأتي بنتيجة عكسية لحالتك، أيضا التهاب البروستاتا، وتكرار الاحتلام، وممارسة العادة السرية لإخراج المني؛ قد تصيب صاحبها بالإجهاد والإرهاق والشحوب.

ليس هناك ما يمنع من الزواج بعد أن تتحسن الحالة -إن شاء الله-، وقد يكون في زواجك العلاج الشافي من كل ما تشتكي منه، الآن توكل على الله ولا تتردد، فليس من المستحب أن تترك نفسك بدون علاج.

إن التهابات البروستاتا عادةً ما تكون مزمنة -أي أنها تخف ثم تتكرر ثانية- وذلك بسبب وجود كبسولة مغلفة للبروستاتا، مما يمنع من القضاء على الميكروب الذي يصيب البروستاتا بسهولة، فإذا وجد صديدٌ في تحليل سائل البروستاتا كما في حالتك فلا بد من عمل مزرعة من هذا السائل، وتناول مضاد حيوي طبقا للمزرعة، كما يجب تناول العلاج لفترةٍ طويلة (شهر أو أكثر)، وبالإمكان الآن أخذ جرعة مخفضة من العلاج (سيبروفلوكساسين 250 ملجم ) مرة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر متواصلة، وأيضا استخدام prostanorm cap كبسولة واحدة قبل النوم لمدة شهر.

أتمنى لك من الله الشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً