الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قطعت الأدوية فتأخرت الدورة الشهرية.. ساعدوني فزواجي قريب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على مجهوداتكم الرائعة جعل الله مساعداتكم في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة عمري 26 عاما، أعاني من تأخر الدورة الشهرية، بدأت العلاج منذ 3 سنوات ونصف، كان هرمون التستوستيرون يصل إلى 4، فأعطتني الطبيبة كلوفاج: 3 حبات يوميا، فانتظمت الدورة لسنة، ثم عادت تتأخر كعادتها، واستبدلتها الطبيبة بحبوب ديان35، فعندما أشربها تنضبط الدورة عندي، وعندما أقطعها بأمر من الطبيبة تنزل الدورة مدة شهرين منتظمين، ثم تنقطع، وهكذا.

عملت منذ سنة تحليل لهرمون التستوستيرون فوصل إلى 2.9 ، فواصلت بتناول ديان 35 ، ولما قطعته مرة أخرى بأمر من الطبيبة نزلت الدورة لشهرين بصورة منتظمة، ثم انقطعت.

في الصيف الماضي عملت تحليلا لمستوى هرمون التستوستيرون، فأصبح 2.5 ، فنصحتني الطبيبة بالتوقف من أخذ ديان، فنزلت الدورة في شهر يونيو، ويوليو بانتظام، ولكنها انقطعت، وعدت لديان 35 في شهر أكتوبر.

المشكلة أنني الآن مخطوبة، وزفافي في الصيف، كيف أعالج هذه الدورة؟ ومتى يمكنني التوقف عن أخذ ديان؟ وهل أستطيع إن أحمل في المستقبل بشكل طبيعي؟ علما بأنني لا أعاني من أي مرض، -والحمد لله- ولا يوجد عندي تكيس، فقد عملت سونارا عدة مرات، وهرموناتي الأخرى منتظمة ما عدا التستوستيرون، ولكن وزني 73 وطولي 165 فهل عندي زيادة وزن؟

ساعديني يا دكتورة، واشرحي لي العلاج بكل صراحة، شاكرة حسن تعاونك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة والتي تنم عن ذوقك ولباقتك, ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما, ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية.

في البدء أحب أن أوضح لك نقطة هامة جدا, وهي أن عدم وجود تكيسات على المبيضين عند عمل التصوير التلفزيوني لا ينفي وجود حالة تكيس المبايض، أي أن تشخيص التكيس لا يعتمد فقط على التصوير التلفزيوني.

فتكيس المبايض هو عبارة عن مجموعة من الأعراض, أو عبارة عن متلازمة مرضية, أهم ما يميزها هو وجود اضطراب في الدورة الشهرية مع ارتفاع في هرمون الذكورة, لكن بعد استبعاد وجود الأسباب المرضية الأخرى لهذا الاضطراب في الدورة، وفي الهرمون.

ولذلك, وكوني لا أعرف ما هي التحاليل التي قمت بعملها سابقا, فأنني أرى من الضروري الآن أن تقومي بعمل التحاليل الآتية, إن لم يسبق لك عملها, وهي:

LH-FSH
TSH.
PROLACTIN
BLOOD SUGAR
LIPID PROFILE
17-HYDROXYPROGESTERON
DHEAS
DEXAMETHASONE SUPPRESSION TEST

ويجب عملها في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة, وفي الصباح وعلى الريق، فإن كانت هذه التحاليل طبيعية -إن شاء الله-, فهنا ننفي وجود الأسباب الأخرى المحتملة لارتفاع هرمون التستوسترون, وفي مثل هذه الحالة سيتأكد وجود تكيس المبايض عندك (حتى لو كان التصوير التلفزيوني طبيعيا).

إن أهم خطوة في علاج تكيس المبايض هي تغير نمط الحياة، وخفض الوزن, وذلك عن طريق اتباع حمية متوازنة, لا تتجاوز حاجة الجسم من السعرات الحرارية مع ممارسة الرياضة بانتظام.

وبالنسبة لك فإن وزنك زائد عن الحد الطبيعي, والحد الأعلى المقبول لك هو 65 كلغ, أي يجب عليك خفض وزنك بمقدار 8 كلغ على الأقل, ففي كثير من الحالات, يكون خفض الوزن، وممارسة الرياضة كاف لوحده لعلاج تكيس المبايض وعودة الدورة منتظمة.

وأي نقص في الوزن مهما كان بسيطا سيكون مفيدا في علاج الحالة حتى لو لم تصلي إلى الوزن المثالي.

إذا انخفض وزنك إلى الطبيعي, ولم تنتظم الدورة, فيمكنك هنا الاستمرار على حبوب الغلكوفاج مع حبوب ديان 35 إلى ما قبل موعد الزواج بشهر, وذلك لأن تحليل هرمون التستوسترون عندك, ورغم أنه في المعدل الطبيعي المقبول, إلا أنه ما يزال قرب الحدود العليا, ويفضل أن ينخفض أكثر من ذلك ليكون أقرب إلى الحدود الوسطى أو الصغرى.

ثم بعد ذلك يمكنك إيقاف هذه الحبوب, فإن انتظمت الدورة, فهذا هو المطلوب, ويمكن أن يحدث الحمل في هذه الحالة في أي شهر بإذن الله، لكن إن عادت الدورة ثانية غير منتظمة بعد الزواج, فإن أفضل علاج في هذه الحالة هو تنشيط المبيض بحبوب (الكلوميد)، فهذه الحبوب ستنظم الدورة, وبنفس الوقت ستساعد على حدوث الحمل بإذن الله تعالى.

إذن نصيحتي الآن هي: خفض وزنك, وممارسة الرياضة, وبنفس الوقت الاستمرار في تناول حبوة الغلكوفاج، وحبوب ديان 35, إلى حين قرب موعد الزواج, وهذه الأدوية آمنة بإذن الله فلا داع للقلق من تناولها.

نبارك زواجك مقدما, ونسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً