الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا التفت فجأة أصاب بدوخة فهل يفيد أخذ المهدئات ومقوّيات الأعصاب؟

السؤال

السلام عليكم.

عندي دوخة وصداع, وضعف في الساقين, والشيء الغريب أنني من الممكن وأنا جالس أن ألتفت يمينًا أو يسارًا فتحدث الدوخة, ومنذ شهر حدث لي هذا عقب انفعال وتوتر شديد, فهل يفيد أخذ المهدئات ومقوّي الأعصاب مثل: (اركليون) أم ماذا؟ علمًا أن عمري 58 سنة, وأعمل مدرسًا, والسكر والضغط عندي في الحدود الطبيعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ربيع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فأسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.

هذه الدوخة والصداع والضعف في الساقين الذي تعاني منه يحتاج لإجراء بعض الفحوصات الطبية، لا تفزع أبدًا لهذا الأمر، لكني أعتبرُ الفحص ضرورة، خاصة أنك ذكرت أنك عند الالتفاف يمينًا أو يسارًا تحدث لك الدوخة، وهذا قد يكون أمرًا طبيعيًا وعاديًا ناتجًا من الضغط الذي يحدث على الشرايين التي تحمل الدم للدماغ، فهذه الشرايين لصيقة للفقرات العظمية الموجودة بالرقبة، وعندما يلتفت الإنسان يمنة أو يسرة – خاصة إذا كان هذا الالتفات بشدة – يحدث نوع من الضغط على هذه الشرايين؛ مما يقلل اندفاع الدم وتدفقه، وهذا قد يؤدي إلى الدوخة.

في بعض الأحيان يكون هنالك أيضًا نوع من الضغط على الأعصاب التي تخرج ما بين الفقرات العظمية في الرقبة، وإذا كان هنالك نوع من الخشونة أو التآكل في أطراف هذه الفقرات العظمية، فهذا أيضًا قد يؤدي إلى الدوخة والصداع، وربما ضعفًا في الساقين.
فالذي أنصحك به هو أن تذهب وتقابل طبيبًا مختصًا في أمراض الأعصاب, وأنا واثق جدًّا أن حالتك بسيطة، وحين نقول: اذهب للطبيب، فهذا انطلاق من مفهوم أن الإمكانات الطبية – والحمد لله تعالى – أصبحت متوفرة، والفحوصات أصبحت متوفرة أيضًا، ومن خلالها يصل الإنسان للسبب الصحيح للأعراض التي يعاني منها، ومن ثم يتم التشخيص على أسس علمية ودقيقة، وبعد ذلك يتم العلاج.

فأرجو - أيها الفاضل الكريم - أن تذهب وتقابل طبيب الأعصاب، والطبيب إذا طلب منك إجراء صورة مقطعية لسلسلة فقرات الرقبة فأرجو أن تقوم بإجراء ذلك؛ لأنه من خلال هذه الصور سوف تتضح الصورة تمامًا, ويتم تأكيد التشخيص.

لا تتناول الأركليون أو أي دواء غيره قبل أن تقوم بإجراء الفحوصات.

موضوع الانفعال والتوتر: هذا قد يكون له أثر على الأعراض التي تشتكي منها، لكن يجب أن نتأكد من الناحية العضوية - أيها الأخ الكريم – وإذا اتضح أن السبب هو سبب نفسي فقط, فعلاج هذا الأمر بسيط جدًّا، ويفضل استعمال أحد الأدوية المضادة للتوتر أو القلق مثل: عقار دوجماتيل (مثلاً), لكني لا أرى أن الأركليون مفيد.

قم بمقابلة الطبيب، وإجراء الفحوصات، وبعد ذلك - إن شاء الله - تأتي الخطوات اللاحقة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً