الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من النسيان والسرحان؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من قلة الانتباه -السرحان- كما أني أنسى كثيرا من ذكريات الماضي, فعلى سبيل المثال:

إذا قصدت مطبخ البيت مثلا لأضع فيه بعض الأغراض؛ فإني قد أذهب إلى الغرفة المجاورة, فأتساءل: لم جئت إلى هذه الغرفة, ثم أتذكر أن علي أن أضعهنّ في المطبخ, فضلا عما يسببه لي هذا من حرج في عائلتي.

مثال آخر: في صغري كنت أشاهد التلفاز كثيرا, كما كنت شخصا انعزاليا جدا, فإذا طلب مني أن أحضر ملعقة فقد أحضر شوكة, ثم يذكرني الأهل, وقد يطلبون مني أن أحضر صحنا مثلا, فأذهب إلى المطبخ ثم أعود وأسألهم ماذا طلبتم مني أن أحضر, وهذا كان يسبب لي إحراجا كبيرا, إلا أني الآن لم أعد أعاني من هذه الأمور الصغيرة, وصرت أقوم بها بشكل طبيعي.

مثال آخر: لبس الملابس بالمقلوب, وما يسببه من إحراج (ملاحظة: الآن أهون مما كان عليه الأمر في صغري).

مثال آخر: قد آتي إلى مكان, ثم أتساءل لم جئت إلى هذا المكان, ثم لا أتذكر السبب أبدا, أو ربما أتذكر بعد زمن طويل, إلا أنني أعلم أني قد جئت لغرض ما.

مشكلة النسيان:

أتذكر أني عندما كنت في الثانوية يذكرني بعض زملائي بقولهم: أتذكر لما حدث معنا كذا وكذا, ولكني لا أكاد أتذكر, والآن أنا في الجامعة, ولا أتذكر من طفولتي أو من المرحلة الابتدائية, أو من الثانوية إلا القليل, وأخشى أن يستمر هذا الأمر, ويؤثر على حياتي المستقبلية, علما بأن درجتي العلمية في الجامعة هي (A) في تخصص هندسة المباني.

كما وأن لدي مشكلة في كوني لا أتذكر من أسماء الأماكن والأشخاص إلا من كان على احتكاك متواصل معي في الحياة, إلا أنني أتذكر الصور, وأشكال الأماكن والأشخاص بدون صعوبة, علما أني أرى أن أبي يعاني من هذه المشكلة أيضا.

والله في عون الجميع, وفقنا الله جميعا.

أرجو المساعدة مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرً.ا

هنالك نوع من النسيان والسرحان وعدم الانتباه الذي يكون ناتجا من أمراض عضوية، وهناك نوع من أمراض نفسية، وهناك نوع ثالث يكون نوعا من التعود الذي اتخذه الإنسان نمطا في حياته, ولم يقم بأي نوع من الدفع الإيجابي من أجل معالجته.

بالنسبة لأسباب النسيان العضوي أو المرضي؛ هي كثيرة, ونشاهدها لدى كبير السن, وصغير السن, وربما يكون نقص هرمون الغدة الدرقية أو فيتامين ب 12 هو أحد هذه العوامل.

الحالات النفسية مثل القلق الاكتئابي النفسي من المسببات الكبيرة لفقد الانتباه، كما أنه توجد حالة نشاهدها لدى الأطفال واليافعين، وحتى في سن الشباب، وهي ملازمة فرط الحركة مع ضعف الانتباه, وفي بعض الحالات الطفل أو اليافع لا يعاني من فرط في الحركة, لكن يكون انتباهه ضعيفاً -هذه كلها لا أعتقد أنها تنتطبق عليك-.

أنت -الحمد الله- متميز على النطاق الأكاديمي بتحصيلك -بفضل من الله تعالى- على درجةِ (A) في تخصص هندسة المباني، هذا من فضل الله، ثم من جهدك، ودليل أن قوتك المعرفية سليمة، وهذا هو المهم.

فالذي تعانيه من ضعف في الانتباه أرى أنه تعودي، أنت لم تحاول أن تقاومه، ثم تطبعت عليه، فمن هنا أود أن أنصحك بتمارين بسيطة جدا منها:

أولا: حاول أن تقرأ موضوعا قصيرا جدا، ثم تكرر الموضوع أكثر من مرة، وبعد ذلك تذكره بعد ساعتين, ثم بعد 6 ساعات, ضع برنامجا مثل هذا.

ثانيا: قم أيضا بفعل عمل ما, حتى ولو كان عملا بسيطا, واسع لتتذكره بعد ساعة، ثم إعادة نفس العمل بعد 6 ساعات.

ثالثا: من الضروري جدا أن تمارس الرياضة, خاصة رياضة الجري أو المشي, فهي تحسن الذاكرة كثيرا.

رابعا: حاول أن تقرأ بعد النوم بعد أن تأخذ قسطا من الراحة.

خامسا: شرب الشاي أو القهوة بكميات معقولة يحسن من التركيز، والانتباه.

سادسا: قراءة القرآن بتدبر واستبصار فهي تساعد الناس كثيرا في انتباههم.

هذا هو الذي أنصحك به، ويجب أن تصر على نفسك، بأنك سوف تتذكر المعلومات، وحاول دائما أن تستعمل جميع حواسك، فاستعمال الحواس جميعها يثبت المعلومة, ويؤدي إلى تسجيلها وتشفيرها داخل مركز الدماغ في الذاكرة؛ مما يسهل عملية استخراجها واستعادتها للاستفادة منها حين تكون هنالك حاجة لذلك.

ومثلا: استعمال الحواس جميعا، مثل إذا سلمت على إنسان؛ ابدأ بأن تتبسم في وجهه، وأن تسلم عليه بصوت مرتفع، وأن تنظر إليه، وأن تحييه في يديه، فأنت هنا استعملت جميع حواسك، وأن تسمع لرده أيضا، كيف يرد عليك السلام، هنا حاسة السمع تكون قد استعملت، وإن كان هندامه جميلا وعليه عطر طيب، لا شك أن حاسة السمع والشم سوف تكون مساهمة في تثبيت المعلومة.

فإذًن استعمال جميع الحواس بقدر المستطاع هو دائما مفيد للناس في التذكر, ويا أخي الإكثار من الاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وجد أنها تحسن انتباه الناس.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس غريبة

    أنا أيضا أعاني نفس الحالة .. أشكرك على النصائح جزاك الله كل خير

  • الأردن عبدالله

    الله يجزيكم الخير لان العلاجات كانت اسلاميه ومفيده جدا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً