الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العصبية والعزلة جعلتني أرى الحياة سوداء.. فهل من توجيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عصبية وحساسة جدا، فأنا أتعصب لأسباب تافهة، وأحزن جدا أيضا إذا شعرت أن أحدا ما كلامه الموجه لي به شيء من الجفاء، وأحيانا أتعصب وأغضب، وقد قرأت على هذا الموقع أنكم تنصحون أن يبوح المرء بكل ما بداخله، لكن ليس بإمكاني ذلك، فلقد فعلت ذلك، إلا أني وجدت سخرية واستهزاء من الآخرين، لذلك لم أعد أبوح لأحد بأي شيء، فصرت أشعر بالوحدة والغربة حتى بين أهلي، وأحيانا أميل إلى العزلة والانطواء للسبب السابق ذكره، خاصة أني لا أجد الصحبة الإيجابية، وكل الناس القريبين من قلبي هم بعيدون عني.

أحيانا أرى الحياة سوداء، فأتمنى ألم أكن قد ولدت أصلا، ولكني أحمد الله وأشكره على كل شيء، فاختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، سبحانه لا أحصى ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه.

أنا واثقة بكم من أنكم لن تسخروا مني كما سخر مني الناس، وجزاكم الله خيرا، وأشكركم على جهودكم الطيبة، ولا يفوتني أن أكرر عليكم أن عمري 14 عاما.

رحمكم الله عباد الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على التواصل معنا، وعلى دعائك لنا في هذا الموقع، وأبارك لك أسلوبك اللطيف الذي يدل على أدب رفيع.

صحيح أنه عموما يفيد للإنسان أن يبوح لمن حوله بما في نفسه، ولكن ليس بالضرورة في كل شيء، فكم هناك من الأمور التي ليس من الحكمة البوح بها، إما لأنها أمور خاصة بالشخص، وكل شخص له أموره الخاصة، وإما لأن البوح بها غير مناسب للناس أن يسمعوه كما هو، فقد يتعلق بانتقاد لهم، أو موقف سلبي منك نحوهم مما لا يفيد الحديث به.

إن الإنسان إن باح بكل ما في نفسه نحو الآخرين، فربما لن يجد أحدا من حوله كصديق أو قريب! وكذلك إذا لم يبح بشيء للناس من حوله، فلا إفراط ولا تفريط، ولكن الاعتدال بينهما هو المطلوب.

وأما بشأن العصبية، فالغالب أنها عرض لشيء آخر، وليست هي المرض، فالعصبية أحيانا إنما هي ردة فعل لأمر، أو ظروف يعيشها الإنسان من بعض الضغوط، أو الصعوبات أو التحديات، فما هي يا ترى الأمور التي تجعلك متوترة هكذا؟

فكري بالأمر وحاولي التعامل مع هذه التحديات والصعوبات، وإيجاد الحلّ المناسب لها، ومن ثم ستلاحظين أن عصبيتك قد خفت تماما.

والأمر الآخر: هو محاولة القيام ببعض الأنشطة والتمارين التي تساعدك على الاسترخاء وعلى التركيز، ومن أهمها المحافظة على الصلاة وتلاوة القرآن.

ومن هذه الأنشطة الرياضة، ومما يساعدك على الاسترخاء كالمشي والتنزه على شاطئ البحر أو في صعود الجبال، طبعا مع صحبة آمنة، وبما يتناسب مع ظروف معيشتك وبلدك.

وفقك الله، وحفظك من كل شرّ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً