الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عادت إلي النوبات مرة أخرى.. فهل يضر لو استخدمت العلاج فترة طويلة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية، أبلغ من العمر 22 سنة، أعاني منذ فترة طويلة من نوبات هلع، حيث أشعر بضيق تنفس وازدياد في ضربات القلب وارتجاف الساقين، وأحس أنني سوف أموت، ثم قبل سنة ونصف استشرتكم في موقعكم هذا ووصفت لي دواء سبيرالكس 10 mg لمدة 10 شهور وتحسنت حالتي جداً وكثيراً - ولله الحمد-.

والآن لي 6 شهور منذ أن توقفت عن الدواء - والحمد الله- ولم تكن أي أعراض انسحابية، ولكن قبل 3 أسابيع عادت النوبة مرة أخرى، حيث أصبحت أخاف الذهاب إلى الجامعة خوفا من أن تأتيني هذه النوبات ولا أستطيع أن أسيطر عليها فيفتضح أمري أمام الناس.

أنا خائفة جداً من أنها قد تعيق دراستي، أريد أن أرجع للسبيرالكس مرة أخرى، ولكن خائفة من أعراضه الجانبية، خاصة في أول أسبوع من استخدامه حيث يزداد القلق والتوتر.

فهل يضر إذا استخدمته فترة طويلة يعني لمدة 3 سنين؛ حيث أني أريد استخدمها طول فترة دراستي؟

وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dr.zena حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنا نشكرك على ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
الحمد لله تعالى استجابتك في المرحلة العلاجية الأولى كانت جيدة، والآن أتتك بعض بوادر ما يمكن أن نسميه بالقلق التوقعي الذي هو مؤشر على وجود قلق نفسي.

أنا أريدك في الحقيقة أن تقاومي هذه الأعراض بقدر المستطاع، ولا تضخميها، ولا تجسميها، - وإن شاء الله تعالى- سوف تنتهي، وفي ذات الوقت حاولي أن تجعلي حياتك مفعمة ومليئة بالأنشطة المتعددة، ووزعي وقتك بصورة جميلة وفاعلة، وهذا يؤدي إلى صرف الانتباه عن هذا القلق، هذا مهم وضروري.

هذا لا يعني ألا تستعملي السبرالكس، لا، السبرالكس دواء بسيط ودواء فاعل ودواء ممتاز ودواء غير إدماني، وغير تعودي، لكني أريدك أن تروضي نفسك سلوكيًا، وتتعلمي أساليب مقاومة القلق، وتحويله من قلق سلبي إلى قلق إيجابي، والقلق الإيجابي دائمًا يدفع الإنسان نحو الإجادة والرصانة وحُسن الإنتاجية، وهو يرفع من همته.

بالنسبة للسبرالكس: كما ذكرت لك لا مانع من أن تتعاطي معه، فإنها من الأدوية التي أطمئن لها كثيرًا، وحتى تتجنبي الآثار الجانبية يمكن أن تبدئي بخمسة مليجرام فقط، ابدئي بهذه الجرعة واستمري عليها لمدة شهر (مثلاً) ويمكن أن تُضيفي للسبرالكس عقار (فلوناكسول) والذي يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) تناوليه بجرعة نصف مليجرام (حبة واحدة) مع السبرالكس (خمسة مليجرام) واستمري على الفلوناكسول لمدة عشرة أيام فقط، ثم توقفي عنه.

هنا نحن نكون - إن شاء الله تعالى – قد وضعنا الخطة التي تُبعد عنك أي قلق وتوتر قد يحدث من زيادة في إفراز السيروتونين في الأيام الأولى مما ينشأ عنه القلق والتوتر – كما ذكرت – حين تتناولين السبرالكس.

بعد انقضاء الشهر اجعلي جرعة السبرالكس عشرة مليجرام، وهذه استمري عليها لمدة ستة أشهر - هذه ليست مدة طويلة – بعد ذلك أعتقد أنك قد تحتاجين فقط لجرعة خمسة مليجرام، وهذه أيضًا يمكن أن تتناوليها لمدة ستة أشهر أخرى.

أعتقد أن حالتك بسيطة، وأن القلق السلبي يمكن أن يحول إلى قلق إيجابي، واجتهدي في دراستك، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في هذا الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً