الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يصح إنزال الجنين لأن صحتي لا تسمح؟

السؤال

أنا متزوجة منذ سنتين، لدي صبي بعمر 6 أشهر، وكانت ولادتي بعملية قيصرية، منذ 29 يوما لم تأتني الدورة، مع وجود ألم.

أريد أن أعرف إذا كان هناك حمل كيف أنزله؛ لأن صحتي لا تسمح بالحمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لولو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الموضوع في منتهى البساطة: وذلك من خلال تحليل حمل في الدم، فإن كنت غير حامل فيجب الإسراع باستخدام وسيلة لتنظيم الأسرة، وإن كنت حاملا فاستغفري الله واشكريه على النعمة، ولا تعودي إلى هذه الأفكار؛ لأن التجرؤ على الله والتفكير في قتل الجنين ذنب يجب التوبة منه، وطلب العفو والمغفرة من الله، خصوصا في حالة عدم وجود أمراض مزمنة تخافين على حياتك منها في حالة اكتمال الحمل، والذي يسر لك الحمل والولادة في الأولى سييسرها لك في الثانية بحوله وقوته، ولكن للأسف ليس عندنا ما نقدمه في هذا الموضوع.

مسألة صحتك لا تسمح: مرتبطة بإجراء تحليل صورة دم ووظائف الجسم المختلفة مثل: وظائف الكلى والكبد، وعمل تخطيط قلب، وهذه تحاليل من السهل إجراؤها، ولكن كون أنك منهكة أو متعبة من الحمل السابق لا يعطيك ولا يعطي الطبيب عذرا بإجراء إجهاض، مع التأكيد على إجراء اختبار حمل؛ لأنه من النادر حصول حمل بعد أقل من شهر من الولادة، ويمكن سماع الرأي الشرعي في ذلك.

وفقك الله لما فيه الخير.

+++++++++
انتهت إجابة د. منصورة فواز سالم...... طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
تليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي ...... مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
+++++++++

مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نحن لا ننصحك بإسقاط الجنين مهما كان عمره إذا كنت لا تجدين مشقة بالغة في الحمل، أما مسألة الوالدة فكما أفادت الطبيبة أنه يمكن أن تضعي هذا الحمل بالطريقة التي وضعت بها الحمل الأول، وأن الله عز وجل سييسر لك ذلك، هذا من حيث النصح والإرشاد، وهو أولى لك بلا شك:
أولاً: خروجًا من خلاف العلماء في حكمهم على الإجهاض قبل الأربعين يومًا وقبل نفخ الروح.

وثانيًا: أن في الولادة والذرية منافع عظيمة وخيرات كثيرة لا ينبغي لك أن تحرمي نفسك منها، وما تتخوفين منه سيجعل الله عز وجل له يُسرًا.

أما من حيث الحكم الشرعي للحلال والحرام، وهل يجوز إسقاط الجنين؟
فالجواب: أن إسقاط الجنين بعد نفخ الروح فيه حرام باتفاق أهل العلم، وهو قتل للنفس، أما قبل نفخ الروح فيه فهذا محل خلاف طويل بين العلماء، وكثير منهم يرون تحريمه ولو قبل النفخ، ويشتد التحريم إذا قربت أيامه من نفخ الروح فيه، أي من مائة وعشرين يومًا كما جاء في الحديث.

أما قبل نفخ الروح فكما قلنا الخلاف فيه واسع، والأحوط لك بلا شك أن تتجنبي ذلك، وقبل الأربعين الخلاف أخف، فكثير من أهل العلم يُبيحه، لا سيما إذا دعت إليه حاجة، وبعض العلماء يحرمونه مطلقًا، أي ولو قبل الأربعين؛ لأن النطفة وإن لم تكن حية فإنها آلية وهي في طريقها إلى الحياة، فلا ينبغي الاعتداء عليها.

من ثم الأولى لك بلا شك خروجًا من هذا الخلاف كله أن تتجنبي الإسقاط، ولكن إذا كان في مرحلة أجاز فيها بعض العلماء الإسقاط فيها، وكنت ترين أن من مصلحتك الأخذ بقول من يقول بالجواز؛ فإنه لا حرج عليك في الأخذ بقول أحد من أهل العلم ما دمت تقلدين عالما تثقين بعلمه ودينه.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية يااااارب

    يارب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً