الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عند مواجهة أي شخص بحدة تحدث لي مثل نوبة الهلع، فما النصيحة؟

السؤال

عند مواجهة أي شخصٍ أو الكلام معه بحدة تحدث لي مثل نوبة الهلع أو الخوف بجميع أعراضها وبدون مبرر، فأصابُ بتوترٍ شديد، ورجفة، ودقات قلب متسارعة جداً، وضيق تنفس، وأصبح عاجزاً جداً مهما كان الموضوع غير مهم أو أقل من العادي، ويكون عندي حل المشكلة، وأكون مستعداً لحلها بشكلٍ كامل، لكني أصير عاجزاً جداً، وغير قادر على اتخاذ قرار أو موقف.

بدأ معي الموضوع منذ 8 سنوات تقريباً، فعند مواجهة شخصٍ لسببٍ عاديٍ أصبح عاجزاً عن التكلم معه؛ بسبب هذه الأعراض، ولم أحاول أن أبحث عن السبب؛ معتقداً أنه ضغطٌ نفسي أو تعب.

الموضوع تكرر أكثر من مرة، وأنا لم أعطه أي أهمية، وأحياناً تحدث المشكلة عن طريق الموبايل، فعندما أتكلم مع شخص، وتكون هناك حدة في الكلام؛ تحدث نفس الأعراض.

الموضوع أصبح لا يطاق، فأرجو منكم النصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا.

يبدو أن لديك حالة تتراوح بين الرهاب الاجتماعي وبين نوبات الهلع أو الذعر -كما تذكر أنت-، وهو نوعٌ من الارتباك والحرج في بعض المواقف الاجتماعية، كالحديث مع الناس، أو مواجهتهم، وسواء كان الموقف إيجابياً أو سلبياً، كالجدل أو النقاش الحاد، حيث تشعر بالأعراض التي وردت في سؤالك.

والرهاب الاجتماعي حالة قد تبدأ فجأة، وأحياناً من دون مقدمات أو مؤشرات، وهي لا تحتاج لمبرر كما ورد في سؤالك؛ حيث يشعر الشخص بالحرج والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية، وخاصةً أمام الجمع من الناس، وفي بعض المناسبات، وقد يشعر باحمرار الوجه، وتسارع ضربات القلب، وتلعثم الكلام، بينما نجد هذا الشخص نفسه يتكلم بشكل طبيعي ومريح عندما يكون في صحبة شخصين أو ثلاثة فقط، أو عندما لا يكون في حالة انفعال.

وقد يترافق هذا الخوف أو الارتباك ببعض الأعراض العضوية، كالتعرق والإحساس وكأنه سيغمى عليه، أو أن الناس ينظرون إليه، وقد يحاول الشخص في الإسراع بالخروج من المكان الذي هو فيه من أجل أن يتنفس؛ لأنه قد يشعر بضيق التنفس وكأنه سيختنق، ومجموعة هذه الأعراض قد نسميها بنوبة الذعر أو الهلع، وقد يوجد الرهاب الاجتماعي مع أو من دون نوبات الهلع.

في كثير من الحالات ينمو الشخص ويتجاوز هذه الحالة، وخاصة عندما يتفهم طبيعتها، بحيث لا يعود في حيرة من أمره وهو لا يدري ما يجري معه، وهذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنه حالة من الرهاب الاجتماعي، ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء، وربما يفيدك هنا قراءة بعض المعلومات عن الرهاب ونوبات الذعر، وقد يفيدك التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك.

كذلك أن تحاول أن لا تتجنب الأماكن والمواقف الخاصة التي تشعر فيها بهذا الارتباك؛ لأن هذا التجنب قد يزيد الأعراض ولا ينقصها، بل على العكس؛ فالنصيحة الأفضل أن تقتحم مثل هذه المواقف، ورويداً رويداً ستلاحظ أنك بدأت بالتأقلم والتكيّف مع هذه المواقف.

وإذا استمرت الحالة أكثر، وأظن أنها قد استمرت طويلاً، ولم تستطع السيطرة عليها؛ فيفضل مراجعة الطبيب النفسي الذي يمكن بالإضافة للعلاج المعرفي السلوكي -والذي يقوم على ما سبق ذكره من إعادة التعوّد- أن يصف لك أحد الأدوية التي يمكن أن تخفف وتعين، وإن كان العلاج الأساسي يقوم على العلاج السلوكي المعرفي.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً