الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أصبح إنسانا جريئا، واثقا من نفسه، واثقا بقدراته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صراحة وبدون مجاملة، موقعكم من أفضل المواقع التي استفدت منها، وجهودكم بتوعية الناس وإرشادهم تشكرون عليها، وأنا استفدت الكثير من توجيهات الدكاترة والأساتذة والمشايخ.

أنا مشكلتي بدأت قبل ثلاث سنوات وهي: أصابني وسواس قهري بالمرض، تأتي لي أوهام أني مصاب بمرض سرطان أو قلب، أو أني سأموت، استمرت معي سنة، حتى أني أخفقت في الدراسة بسبب هذا الوسواس.

زرت أحد الأطباء النفسيين، وصرف لي دواء انفرانيل، وبعده بمدة شفيت بنسبة 70٪، وتركت العلاج، وبعدها بفترة بسيطة أصابني رهاب اجتماعي، وأصبحت حساسا جدا من أبسط الكلام.

تأتيني أفكار أني لا أقدر أن أعمل شيئا، وأني فاشل، وأحس أن الناس لا يحترمونني، وأنهم يعتبرني ولا شيء، وإذا جلست مع أحد وأريد أن أتكلم يضيع كل الكلام الذي كنت أريد قوله وأسكت، مع أني مع إخوتي الخاصين أتكلم وأناقش.

أريد أن أصبح إنسانا جريئا، واثقا من نفسه، واثقا بقدراته، الآن أستخدم علاجا اسمه باروكسات، فهل هو دواء مناسب لحالتي؟

جزاكم الله كل خير، وبارك في جهودكم، ولا حرمكم الأجر، وأسأل الله أن يرزق كل القائمين على هذا الموقع المبارك الفردوس الأعلى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Turki حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك -أخي الكريم- ثقتك في إسلام ويب وعلى كلماتك الطيبة، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.

موضوع المخاوف المرضية: هي ليست مخاوف وسواسية حقيقة، إنما هي مخاوف مرضية يمكن أن نسميها (قلق المخاوف الوسواسي)، لأن درجة الوساوس فيها ليست عالية، لكن درجة الخوف من المرض هي العالية، ويعرف عن الخوف أنه يمكن أن يتشكل ويتبدل؛ لذا ظهر عندك درجة بسيطة مما يمكن أن نسميه بالخوف الاجتماعي، وهو عدم الارتياح عند المواجهات.

فالذي أريد أن أطلعك عليه هو: أنك لا تعاني من علل مختلفة، ليست أمراضًا كثيرة، ليست حالات متشابكة، الأمر كله قلق، لكن أخذ هذه الصورة المختلفة (الخوف من المرض – شيء من الوسوسة – الخوف الاجتماعي)، فعلتك علة واحدة، وهي معروفة، وأريدك أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأن تكون أكثر توكلاً، وتحصن نفسك من خلال الأذكار، وتسأل الله تعالى أن يحفظك، وأن تعيش حياة صحية، ونقصد بالحياة الصحية:

1) ممارسة الرياضة بانتظام.
2) التنظيم الغذائي.
3) النوم الجيد.
4) التواصل الاجتماعي.
5) المعرفة والاطلاع.

هذا كله –أيها الفاضل الكريم– يجعلك في وضع تحس فيه بشيء من الحيوية، وأن صحتك مكتملة بإذن الله تعالى.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أتفق معك تمامًا أن الباروكسات والذي يعرف باسم (باروكستين) هو من أفضل الأدوية ومن أحسن الأدوية، فلا مانع أن تستمر عليه، بشرط أن يكون عمرك أكثر من سبعة عشر عامًا، والجرعة في حالتك هي نصف حبة، يتم تناولها ليلاً، أو حبة يوميًا –إذا كنت بالفعل قد بدأت بهذه الجرعة، لا بأس في ذلك– وبعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع من تناول الدواء إذا لم تتحسن يمكن أن ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم –أي أربعين مليجرامًا– وهذه تستمر عليها لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تجعلها حبة واحدة في اليوم.

أما إذا كانت أصلاً الجرعة التي تتناولها هي حبة واحدة في اليوم فاستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً