الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعاني من استمرار نزول الدم وعدم انتظام الدورة، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 14 سنة, ولقد بلغت منذ سنتين.

أعاني من عدم تنظيم الدورة الشهرية، ومنذ فترة صار يأتيني دم خفيف أحمر، ويستمر أكثر من عشرة أيام، وفي رمضان قد جاءني الدم الخفيف شهراً كاملاً، ثم توقف ثلاثة أيام، وبعدها جاءت الدورة، والآن نزل ذلك الدم منذ شهر، وتوقف يومان ثم رجع.

سؤالي: هل أصلي في هذه الحالة، أم لا؟ ما الحل لمشكلتي؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم تخوفك وحيرتك -أيتها الابنة العزيزة- وأحب أن أوضح لك في البدء بأن الدورة الشهرية الطبيعية, هي الدورة التي يكون طولها محسوباً من أول يوم نزول الدم في الدورة الأولى, إلى أول يوم نزول الدم في الدورة الثانية, وهي ما بين ( 24 إلى 34 ) يوماً, وتكون مدة الحيض فيها بين يومين إلى تسعة أيام.

فإن لم تكن الدورة بمثل هذه المواصفات، فهي تعتبر غير منتظمة, وبالنسبة لك فإنها تعتبر غير منتظمة, لكن ما أود توضيحه لك هو: في فترة الثلاث سنوات التي تلي البلوغ مباشرة, قد تبقى الدورة الشهرية غير منتظمة بشكل طبيعي, أي من دون أن يدل ذلك على وجود مشكلة أو مرض، والسبب في عدم انتظام الدورة في هذه السنوات الثلاث، هو أن التفاعل بين هرمونات المبيض، وهرمونات الغدة النخامية لا يتم بشكل جيد، بسبب عدم نضج المبيض بالشكل الكافي.

لذلك نصيحتي لك هي بالصبر إلى ما بعد مرور ثلاث سنوات على البلوغ، وبعدها إن انتظمت الدورة, فهو المطلوب وبذلك نكون قد تفادينا الدخول في تحاليل واستقصاءات مكلفة ومجهدة.

لكن إذا بقيت الدورة بهذا الشكل غير المنتظم، فهنا يصبح من الضروري جداً أن يتم عمل بعض التحاليل الهرمونية الأساسية, لمحاولة الكشف عن السبب.

وأنصحك بأن تبدئي من الآن بعمل جدول أو سجل, تكتبين فيه تاريخ نزول أي دم وتاريخ انقطاعه، فبهذا الشكل يمكن الحكم بشكل أدق على تطور الدورة، وانتظامها عندك.

نسأل الله العلي القدير ان يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.
--------------------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-
وتليها إجابة: الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
--------------------------------------------------------------------------------
مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك دوام العافية.

من الناحية الشرعية -أيتها البنت العزيزة- الأمر سهل -بإذن الله تعالى-، فلا تحملي همًّا، وعليك أن تتفقهي فيما يهمك من أمر دينك، وقد أحسنت بالسؤال والاستفسار، وينبغي أن تفعلي كذلك في كل ما يعنيك من أمور عبادتك ودينك، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، كما أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم-.

وما ذكرته من شأن الدماء، لم نفهم منه هل كانت لك عادة قبل اضطراب هذا الدم بهذا الشكل، أو لم تكن لك عادة، فإن كانت لك عادة من قبل، فإنك في هذه الحال التي ذكرتها -وهو استمرار الدم لمدة شهر- ترجعين إلى أيام عادتك التي كنت تعتادين فيها نزول الحيض، فتمتنعين عن الصلاة وعن الصيام في تلك الأيام، التي كنت تعتادين فيها نزول الحيض، فهي أيام حيضك، وما زاد عليها فهي استحاضة، لأنه لا يمكن أن نجعل كل أيام نزول الدم منك بهذه الصورة أيام حيض، لأن أكثر الحيض خمسة عشر يوماً، فما دام قد تجاوز خمسة عشر يوماً علماً أنك مستحاضة، فترجعين إلى أيام العادة، هذا إذا كانت لك عادة.

أما إذا لم تكن لك عادة من قبل، فإن كنت تستطيعين التمييز بين الدماء بحيث يكون بعضها أشد في اللون من بعض، كأن يكون بعضها أحمر وبعضها أسود، أو تميزين برائحة دم الحيض، فإن له رائحة منتنة، بشرط أن يكون الذي تميزينه على أنه حيض -يعني الأسود أو المنتن-، إذا كان لا يقل عن يوم وليلة، ولا يزيد عن خمسة عشر يوماً، فهو يصلح أن يكون حيضاً، وما زاد عليه دم استحاضة، فإذا انتهى دم الحيض تغتسلين وبعد ذلك تعاملين نفسك معاملة المستحاضة.

أما إذا كنت لا تميزين بين ألوان الدماء ولا بالرائحة، أو كنت تميزين ولكنّ التمييز لا يصلح -يعني كان الأسود مثلا أقل من يوم وليلة أو أكثر من خمسة عشر يوماً–، فإن هذا التمييز لا يصلح أن نعتمد عليه في معرفة الحيض، وفي هذه الحالة عند عدم صلاحية التمييز ترجعين إلى عادة أقاربك من النساء –أمك ونحوها– فتجلسين غالب عادتهنَّ ستة أيام أو سبعة أيام، وما زاد على ذلك تعتبرينه دم استحاضة، فإذا انتهت الأيام التي نحكم عليها بأنها حيض، تغتسلين غسل الحيض، وبعد ذلك تتوضئين لكل صلاة بعد التحفظ بشد خِرقة أو نحوها تمنع خروج الدم وانتشاره، وتصلين في الوقت ما شئت من الصلوات، فإذا جاء وقت الصلاة الثانية تحتاجين إلى إعادة الوضوء مرة أخرى، وهكذا التحفظ إذا كان قد خرج دم وانتشر، وبهذا يكون الأمر -إن شاء الله- واضحاً، والعمل بما فيه سهلاً يسيرًا -بإذن الله-.

نسأل الله -تعالى- أن يفقهنا في دينه، ونحن نُسر بدوام مراسلتك واستفساراتك، نسأل الله -تعالى- أن يزيدك هدىً وصلاحاً.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً