الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قريبي يشكو من وجع فظيع في رأسه، ما سببه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي ليس لي ولكن لقريبي: يشكو من وجع رأسه بشكل فظيع، ولا يتحمل أي صوت، ذهب لعدة دكاترة، وأخذ مفرازا، ولم يظهر فيه شيء إلا تكلسات في كتفه، حتى إنه سافر إلى لبنان والأردن وقالوا له نفس الكلام، هو أصلا دكتور أطفال، وهو خائف، والله الحافظ من المرض الخبيث، عمره 65 عاما تقريبا.

سؤالي: أي مرض يمكن أن يسبب وجع الرأس لهذه الدرجة؟ هل يمكن أن تفيدونا؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لابد وأنه قد تم إجراء العديد من الفحوصات له، ومنها: -كما ذكرت- الطنين المغناطيسي للرأس، وهذا سيستبعد أي ورم في الدماغ، وعادة الأورام لا تعطي آلاما شديدة في الرأس، وإنما يكون الألم صباحيا مع غثيان، ولله الحمد أن الطنين المغناطيسي لم يظهر أي مشكلة في الدماغ.

هناك أسباب عديدة لآلام الرأس الشديدة، منها:

- ارتفاع الضغط.
- احتكاك وخشونة في الرقبة.
- التهاب الشريان الصدغي، إلا أنه لابد وأنه تم استبعاد هذه المشكلة، وعادة ما يتم إجراء تحليل للدم، فتكون سرعة الترسب مرتفعة.
- الصداع التوتري، وهو أكثر أسباب الصداع، وقد يسبب ألما شديدا، ويسمى أحياناً صداع الإجهاد، وهو أكثر أنواع الصداع شيوعا، ويميل إلى التكرر من آن لآخر، ويستمر الصداع ما بين 30 دقيقة إلى بضعة أيام متواصلة، ويظهر هذا الصداع بشكلٍ دوري متقطع من فترةٍ لأخرى (مرتين أو ثلاث في الشهر، أو بشكل يومي مزمن).

ويصف المصاب بهذا النوع من الصداع بأنه أشبه بحزام ضاغط على الرأس، وتتراوح شدته في أغلب الحالات بين خفيف إلى متوسط، وقد يكون شديداً لدى البعض، وقد تمتد فترة الصداع من نصف ساعة إلى عدة ساعات، وربما أيام، ويبدأ عادة خفيفاً ثم يتدرج في شدته، وأكثر ما يحدث في ساعات النهار.

بعض الأمور تزيد من صداع التوتر، ومن ذلك:

- قلة الراحة، وزيادة المجهود البدني، والانشغال الذهني.

- الضغوط النفسية والذهنية (في الدراسة والامتحانات، والعمل.. وغيرها).

- الجلوس والنوم بطريقةٍ غير مريحة.

- التعرض لصعوباتٍ اجتماعية أو عائلية أو وظيفية.

قد يترافق مع صداع التوتر أعراض أخرى، مثل: الإجهاد، والكسل، وصعوبة النوم، والتوتر النفسي، وسرعة الانفعال، وضعف التركيز.

وما يميز صداع التوتر هو: خلو المريض من أية أعراض أو علامات عصبيةً، سواءً كانت عابرة أو مزمنة، فلا يشكو المريض من ضعف العضلات، أو من تأثر النظر، أو من الخدر والتنميل في الأطراف، أو من فقد الوعي، أو غيرها.

يُعالج صداع التوتر بالمسكنات المتاحة دون وصف الطبيب، مثل: الباراسيتامول (بنادول/ تايلنول) أو فولتارين، أو مرخيات العضلات مثل: ميوجيسيك.

هناك صداع نادر يسمى الصداع نصف الرأس، وهو: مختلف عن الصداع النصفي أو الشقيقة، وهذا النوع يسمى: Hemicrania continua وهو ألم يستمر لأكثر من ثلاثة شهور، ويكون مستمرا، وفي طرف واحد من الرأس، ويستجيب لدواء indomethacin.

نرجو من الله له الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً