الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت شعر حواجبي، فهل سبب ذلك فرد شعري؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 22 سنة، بدأ شعر حاجبي بالتساقط عندما كان عمري 12 سنة، كنت حينها في السعودية، بدأ الأمر بحكة شديدة في المنطقة، وكانت الحكة تزيد عند ارتدائي للنقاب، ولكني لم أعر الأمر أهمية، كان التساقط غير ملحوظ بالنسبة لوالدي، ثم توقفت الحكة، ولكن التساقط استمر، ويكاد يكون بشكل خفي، حتى فقدت جميع الشعر في حواجبي، ولكن شعر رأسي صحي، وكذلك رموشي.

ذهبت لعدد من الأطباء، لم يفد علاجهم، ما عدا طبيبة وصفت لي مرهم clobestol propionate، فبدأ شعري بالنمو، ولكن بشكل خفيف، ثم ظهرت بعد ذلك حبوب حمراء مؤلمة في المنطقة، وبعد إيقافه بأمر الطبيبة؛ تساقط الشعر الذي نما، وعندما ذهبت إليها، قالت لي: ربما الشعر والحبوب هما من الآثار الجانبية لاستعمال هذا المرهم.

الموضوع مؤثر جدا على حالتي النفسية، وهل يكون السبب هو فردي لشعر رأسي عندما كنت في عمر 12؟ فأبي يعتقد بأنه ربما ما حدث هو من ضرر استعمال الفرد، فهل هذا صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ش.خ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعاني منه - أختنا الكريمة - هو مرض الثعلبة، وهو مرض جلدي يؤدي إلى فقد الشعر في أماكن محددة، وعادة ما يصيب فروة الرأس، ولكنه يمكن أن يصيب أي مكان به شعر، مثل: الذقن، والشارب، والحواجب، والرموش، وغيرها من الأماكن التي يوجد بها شعر، وفي حالتكم المشكلة ربما تكون محددة في الحواجب والرموش.

ومن علامات الإصابة بالثعلبة: أن يكون الجزء المصاب محددا، وخال من الشعر، وأملسا، ولكن يمكن في بداية الإصابة أن يكون هناك بعض من الشعر، ولكن عادة ما يكون مكسرا أو مدببا.

مرض الثعلبة مرض مناعي، وليس له سبب واضح، ولا توجد وسيلة حقيقية للوقاية منه، وغالبا ما يصيب الأصحاء، ولكن مرضى الثعلبة يكونون عرضة أكثر للإصابة بالأكزيما التابية، أو الربو، أو حساسية الأنف، وكذلك بعض أمراض الغدة الدرقية المناعية، والبهاق، والأنيميا، وأنصح بزيارة طبيب الأمراض الجلدية لتقييم تلك الأمور، وطلب الفحوصات والإجراءت اللازمة لذلك.

العلاج في حالتكم يحتاج إلى حكمة من الطبيب المعالج ومن المريض، ولا أنصح بإجراء أي حقن موضعي في الحواجب باستخدام الكورتيزون، حتى لو تم تخفيفه؛ لأن الجلد في تلك الأماكن (الحواجب) رقيق، وعادة ما يكون الحقن مصحوبا بآثار جانبية موضعية، مثل: تغير لون الجلد إلى الأبيض، وحدوث ضمور أو هبوط بالجلد، ولا يمكن استخدام هذا الأسلوب العلاجي في علاج مشكلة الرموش.

والمرهم الذي استخدمتيه من العلاجات القوية في الأمراض الجلدية، والتي تحتوي على الكورتيزون الموضعي، ولا يمكن استخدامه لفترات طويلة، وأيضا لا يمكن استخدامه لعلاج مشكلة تساقط الرموش، وبالتالي فهو غير مناسب لكم، فظهور الحبوب الحمراء من إحدى الآثار الجانبية لذلك المستحضر.

نصيحتي لك هي: أن تتواصلي مع طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة والعلم، لتقييم الحالة بشكل شامل، والتأكد من التشخيص من خلال أخذ التاريخ المرضي لفقد الشعر بدقة، وفحص الجلد في تلك المناطق المصابة، وفروة الرأس، وبقية الجسم، وكذلك الأظافر والأنسجة المخاطية، وطلب الإجراءات والفحوصات اللازمة، ومناقشتك في إمكانية العلاج باستخدام الكورتيزون عن طريق الحقن بالعضل، أو من خلال الفم لفترة زمنية محددة إذا كنت في حاجة لذلك، وبعد تقييم مشكلتك طبيا واجتماعيا ونفسيا، ومعرفة مدى حاجتك لاستخدام هذا النوع من العلاجات بعد قياس الفوائد والآثار الجانبية التي قد تنجم جراء استخدام هذا الأسلوب العلاجي، وشرح كل تفاصيل العلاج، ونسب نجاحه، وفرصة عودة التساقط مرة أخرى، ومدى إمكانية استخدام الكورتيزون مرة أخرى إذا عاود التساقط مرة أخرى.

ويوجد أيضا بعض الأدوية المناعية، ويجب أيضا تقييم استخدامها بنفس الأسلوب السابق ذكره.

أما بالنسبة لعلاقة الثعلبة بفرد الشعر الذي قمت به منذ فترة زمنية طويلة لشعر الرأس: فلا أتصور بأن له علاقة مباشرة بمشكلتك، والتواصل مع طبيب كفء لتقييم المشكلة، والتأكد من التشخيص، من الأمور المهمة في حالتك، لاختيار العلاج المناسب، ومتابعتك لفترات طويلة بعد ذلك.

وفقكم الله، وحفظكم من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً