الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا أعاني من الوسواس القهري..وما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

منذ سنة أعاني من كثرة التفكير بالأمور التي حدثت لي بالفعل، والتي سوف تحدث، بمعنى أني لو خرجت مع صحبة الشباب لا أطيق أحدا أن يمزح معي، وإذا أحد مزح معي يزداد التفكير في هذا الموقف، ويترتب على هذا التفكير الشعور بضعف شخصيتي.

ماذا سوف أفعل المرة القادمة إذا أحد مزح معي؟ وهكذا وبدأت تأتيني نوبة من الخوف، وعندما كنت في أحد الاختبارات دقات القلب ازدادت، وأردت أن أمضي من هذا المكان، وازداد العرق، وبعد أن عرضت على شيوخ قالوا لي: أنت سليم، ولا يوجد بك شيء، فاتجهت إلى أطباء النفس، فكلمت دكتورا وحكيت له عن كثرة التفكير في الأمور، وهذه النوبة التي تأتيني، فوصف لي (دبريبان20) حبة صباحا ومساء، و(دوجمنتين فورت) نصف حبة صباحا ومساء، فأخذتها لمدة شهر أو شهرين فتحسنت.

أما الآن وبعد مضي عام على هذه الاعتقادات فإنها تأتيني مرة أخرى الآن، وعند النوم لا أستطيع النوم إلا بعد مضي ساعتين على السرير من كثرة التفكير، وإذا نمت باكرا أستيقظ بعد نحو ساعة أو ساعتين، ولا أنام إلا عند حلول الصباح.

ماذا أفعل؟ أفيدوني أفادكم الله؟ وما تشخيص حالتي؟ هل هو وسواس قهري أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل نوعية التفكير الذي كان يشغلك ويستحوذ عليك هو نوع من التفكير الإيحائي الوسواسي، وهذا قطعًا يولِّد قلقًا شديدًا، ويصحبه أيضًا الخوف كما ذكرت وتفضلت، وقد يُضعف التركيز في بعض الأحيان مما يكون تأثيره سلبيًا على الأداء الدراسي.

تجربتك العلاجية ناجحة جدًّا فيما مضى، وهذا يدل على أن حالتك - إن شاء الله تعالى – من الحالات البسيطة.

الآن أنت تمر بهفوة وليست انتكاسة، أتتك هذه الأفكار المستحوذة، ويظهر لي أنها بصورة أبسط، وموضوع الأرق خاصة قبل الدخول في النوم يدل على أن القلق أكثر من الاكتئاب، وهذه الحالة يمكن علاجها بصورة فاعلة جدًّا.

حاول أن تتجاهل هذه الأفكار، تجنب النوم النهاري، مارس تمارين استرخائية، وزع وقتك بصورة صحيحة، الجأ إلى الرياضة الجماعية، وفي ذات الوقت أنت محتاج لتناول أحد الأدوية الجيدة المضادة للوساوس.

أعتقد أن عقار(فافرين) والذي يسمى علميًا باسم (فلوفكسمين) سيكون جيدًا، لأنه يتميز أنه يساعد على النوم دون أن يسبب أي إدمان، وفي ذات الوقت هو مزيل للقلق والخوف، وكذلك الوساوس.

الجرعة هي أن تبدأ بخمسين مليجرامًا، تتناولها ليلاً بعد الأكل، تستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها مائة مليجرام ليلاً، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

إذا دعمت الفلوفكسمين بعقار (فلوناكسول) والذي يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) بجرعة حبة واحدة يوميًا – وقوة الحبة نصف مليجرام – تتناولها في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، لكن تستمر على الفافرين كما هو.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً