الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن استخدام الزيروكسات على المدى الطويل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أستخدم الزيروكسات لمدة سنة تقريبا, وقد تحسنت حالتي بفضل الله, لكن بعدما توقفت عنه رجعت لي نفس أعراض الرهاب السابقة, حتى والله أصبحت أكره الخروج من المنزل.

قبل نحو شهر استعملت عشبة القديس, النوع الفرنسي 185 مل, حبتين يوميا لمدة عشرة أيام تقريبا, لكن لم أجد لها أي فائدة, وأريد حاليا العودة إلى الزيروكسات, وأريد وصفة علاج على المدى الطويل, يعني من دون مدة محددة, وهل هناك مشكلة لو استخدمتها مدى الحياة؟ لأني سمعت أن الإكثار منها يسبب الهوس وضعف التركيز, فهل هذا صحيح؟

أرجو منكم الإجابة على سؤالي في أسرع وقت ممكن لأن عندي بعد أيام موضوعاً مهماً يتطلب حضوري, وأنا والله أفكر فيه من الآن.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الزيروكسات دواء جيد وسليم، لكني أنا لا أتفق مع المبدأ الذي يقول إنك تريد أن تستعمل هذا الدواء مدى الحياة، ليس هنالك ما يجعلك تحتاج أن تستعمل الدواء مدى الحياة، فهو ليس دواءً للضغط, ولا لعلاج السكر, ولا لعلاج الكولسترول, وشيء من هذا القبيل، هو دواء يساعد الإنسان في تخطي صعوباته النفسية، ومتى ما شعر الإنسان بأنه أصبح قويًّا وثابتًا ولديه الدفع النفس الإيجابي، وأن مهاراته قد تطورت، ومقدراته قد تحسنت؛ فليس هنالك ما يدعو لاستعمال الدواء, هذا هو المبدأ الأول.

المبدأ الثاني: أن علاج المخاوف والتوترات والقلق يتطلب جهدًا من الإنسان، جهدًا سلوكيًا حقيقيا من أجل التغيير, وإعادة صياغة الأفكار, وتغيير نمط الحياة، يعني أن العلاج ليس دوائيًا فقط، وقد أحسن من قال من علماء النفس: إن العلاج يجب أن يكون بيولوجيًا وسلوكيًا واجتماعيًا وشخصيًا على النطاق الإنساني، يعني أن أبحث دائمًا، وأن أسعى أن أتغير من داخلي، ونحن نؤمن إيمانًا قطعيًا بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وهذا دليل قاطع أن لدينا الطاقات والمهارات والإمكانات الداخلية، قد تكون حبيسة في أنفسنا, وفي كياننا، لكن إذا كان لدينا إرادة التحسن وإرادة التغيير نستطيع أن نُخرج هذه الطاقات لنستفيد منها.

هذا هو الذي يجب أن ترتكز عليه، ويجب ألا نتخوف من الهفوات المرضية، هنالك انتكاسات وهنالك هفوات، الهفوات تكون أعراض ترجع للإنسان كما كان سابقًا -يعني إذا كان قلقًا أو متوترًا– وهي لا تستمر طويلاً، ويمكن للإنسان أن يدفعها دفعًا قويًّا وإيجابيًا ليتخلص منها.

بالنسبة للآثار الجانبية للزيروكسات: كل الأدوية لها آثار جانبية، حتى البنادول والأسبرين، والأدوية لها أيضًا ما يعرف بالآثار السُّميّة، هذه هي التي نخاف منها، أما الآثار الجانبية فلا نخاف منها، والإنسان إذا تناول الدواء بالجرعة الصحيحة من الطبيب المقتدر واتبع التعليمات وأخذ الدواء للمدة المطلوبة؛ فلن يحصل هنالك أي ضرر أيها الفاضل الكريم، فأرجو أن تطمئن تمامًا.

الزيروكسات يسبب الهوس في حالة إذا كان الإنسان أصلاً يعاني مما يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وهذه حالة وجدانية، مرض رئيس، يتناوب فيه الاكتئاب مع الهلاوس أو الانشراح الزائد، وهذا المرض له عدة درجات، إذا كان في درجة بسيطة –أو ما يسمى: الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الثانية– وتناول الإنسان الزيروكسات وهو في مرحلة الاكتئاب ربما يدفعه الدواء لما يُعرف بالقطب الانشراحي أو القطب الهوسي, هذه حالات نادرة جدًّا، ولا أعتقد أنك تعاني من هذه الحالة.

جرعة الزيروكسات المطلوبة في حالتك يمكن أن تكون عشرة مليجراما فقط –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجرامًا– تتناولها لمدة شهر، بعد ذلك تتناول الدواء بجرعة حبة (عشرين مليجرامًا) لمدة ستة أشهر (مثلاً) ثم اجعلها نصف حبة يوميًا, واستمر عليها لأي مدة، وادفع نفسك الدفع الإيجابي، وإن شاء الله تعالى سوف تجد أن أمورك تحسنت تمامًا.

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً