الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شقيقي الأصغر لديه اكتئاب أو فصام، كيف نتعاون معه؟

السؤال

السلام عليكم

عمر أخي 28 عاما، لديه اكتئاب أو فصام، لا أعلم، فهو خائف من شيء، وحددت له جلسة مع طبيب ولكنها بعد 10 أيام، ما هو دوري أنا والأسرة في أثناء تلك المدة، وأثناء العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك كثيرًا على اهتمامك بأمر أخيك، وأشكرك على أمر آخر وهو نباهتك في أن قمت بتثبيت مواعيد مع الطبيب النفسي، حتى يقابل هذا الطبيب، لأن التدخل المبكر في الحالات النفسية من أجل تحديد التشخيص، وتناول العلاج اللازم، هو من أهم العوامل العلاجية التي تؤدي إلى نتائج ممتازة جدًّا، والتعافي والشفاء -بإذن الله تعالى-.

أرجو ألا تستعجل في إطلاق المسميات التشخيصية على هذا الأخ، دعه يذهب إلى الطبيب معك، اشرحوا الحالة بالتفصيل، وسوف يتم الوصول إلى التشخيص.

الحالات النفسية الآن أصبحت في تناول العلاج، -الحمد لله تعالى-.

فيما مضى كنا نتخوف جدًّا من مرض الفصام، لأنك كطبيب حتى وإن قمت بالتشخيص الصحيح هنالك القليل والقليل جدًّا الذي يمكن أن تقدمه لمريضك، أما الآن فإن الأمور قد اختلفت تمامًا، علاجات فعّالة، مهارات علاجية متميزة، فهذا كله -بفضل الله-.

بالنسبة لتعاملكم مع هذا الأخ: حاولوا أن تطمئنوه، لا أحد يرميه بأنك مريض -هذا مهم جدًّا- بل يجب أن يكون هناك دعم وتشجيع، وحين ينشغل بحالته النفسية أو يتحدث في مواضيع ترونها غير منطقية حاولوا أن تصرفوا انتباهه إلى موضوع آخر.

يا حبذا لو كان هذا الموضوع الآخر من الأشياء التي تُثير اهتمامه أو عُرف عنه أنه يحبها ويرغب فيها.

هذا هو المبدأ الأساسي، ومواعيد الطبيب قد أوشكت، وأسأل الله تعالى أن ينفعه بما سوف يقرره الطبيب له، وإن كتب له الطبيب الدواء فنصيحتي لكم هي مساعدته من أجل الالتزام بمواصلة العلاج حسب الجرعة والكمية والمدة التي يقررها طبيبه.

الدعم في المستقبل: أسأل الله تعالى أن يكون مرض هذا الشاب خفيفًا، وفي هذه الحالة سوف تكون الأمور مبشرة، وحتى إن كان مرضه مرضًا شديدًا يجب أن نشجعه على التأهيل، والتأهيل يأتي من خلال التواصل الاجتماعي، وأن نشعره بأهميته وبكفاءته، وأن يعمل، العمل مهما كان عملاً بسيطًا فهو وسيلة من وسائل التأهيل المعروفة.

أثناء العلاج: يجب أن يكون هنالك حرص والتزام قاطع بتناول الدواء في وقته، لأن الالتزام بالجرعات العلاجية يساعد في بناء الجسر الاجتماعي المطلوب داخل الدماغ لتتغير المسارات البيولوجية والكيميائية الغير منتظمة لتصبح أكثر انسجامًا وفعالية من أجل إزالة المرض.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً