الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أعرف كيف أدير حوارا أو أعبر عما في نفسي، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكر لكم ما تبذلونه من جهد ووقت لمساعدة الناس.

عمري 28 سنة، أعاني من قلق واكتئاب، ونسيان، وقلة الثقة بالنفس، وضعف في الإدراك والتركيز، لا أفهم الكلام من أول مرة، شارد الذهن، أعاني من كبت، ولا أستطيع التعبير عما في داخلي، ليس لأني لا أريد، ولكني لا أعرف كيف؟!

أجد أن وجودي ممل؛ لأني لا أعرف كيف أدير حواراً وأقول رأيي أو أتخذ قرارا؛ لذلك أحب الجلوس وحدي كثيرا.

أقابل الناس بشكل طبيعي، وأرحب بهم بكل ثقة، ولكن عندما ينتهي الترحيب أكون فقط مستمعا، وحين يأتي دوري في الحديث تتبعثر أفكاري، وأتشتت، ولا أجيد الطلاقة بالحديث.

وأقابل طبيب الأمراض الباطنية من أجل أن أقوم بإجراء فحوصات جسدية كاملة، وأتأكد من فيتامين (ب12) وفيتامين (د) ووظائف الغدة الدرقية، وذلك بجانب مستوى الدم لدي، هذه فحوصات كلها عادية(Normal).

أرجو منكم النصح والإرشاد، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ saman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فرسالتك واضحة، وأنا سعيد أنك قد قمت بكل الفحوصات العضوية والبيولوجية وكانت كلها سليمة.
ومن المنظور النفسي أعتقد أنك تعاني من قلق اكتئابي من الدرجة البسيطة، وهو الذي أضعف عندك الدافعية الناسية، والتي تسيطر على مقدراتنا المعرفية والتركيزية، وكذلك رغبتنا في مواصلة الأمور، والفعاليات الحياتية.

أيها الفاضل الكريم: هذه الحالة بسيطة، أنت مطالب أن تكون إيجابياً في تفكيرك، اسع دائماً لذلك، وأيضاً أنت مطالب أن تكون صارماً مع نفسك في إدارة وقتك؛ لأن حسن إدارة الوقت تشعر الإنسان بحسن الإنجاز، وحين يشعر الإنسان بأنه قد أدى ما عليه وزاد في ذلك، هنا تتبدل المشاعر والأفكار لتصبح أكثر إيجابية، فكن حريصاً أخي على ذلك.

ممارسة الرياضة قطعاً ذات فائدة إيجابية كبيرة على الإنسان، وكذلك تطوير المعارف والمقدرات الفكرية أيضاً تعود على الإنسان عوداً إيجابياً، تلاوة القرآن الكريم بتدبر وتمعن وتركيز تحسن التركيز فكن حريصاً على ذلك.

وفي ذات الوقت لا أرى بأساً من أن تتناول أحد محسنات المزاج وهي كثيرة جداً، ومن أفضلها -نستطيع أن نقول-: عقار فلافاكسين، والذي يعرف باسم إفكسر، أو عقار دولكستين، والذي يعرف باسم سيمبالتا كلاهما دواءان متشابهان يعملان من خلال تنشيط وترتيب وتنظيم إفراز مادتي السيرتونين والنوإدرانالين، وهي الموصلات العصبية التي يعتقد أنها تعلب دوراً أساسياً في مزاج الإنسان.

إذا تواصلت مع الطبيب قطعاً سيكون هذا أفضل، وعلى الأقل يختار لك الطبيب الدواء المتوفر في المنطقة التي تعيش فيها.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً