الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب، وأريد منكم إرشادي وتوجيهي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من اكتئاب منذ نحو 3 سنوات، وأتعالج ب سيبرالكس، كانت في البداية جرعة 5 مل لمدة شهر ثم 10 لمدة شهر آخر ثم 20 لمدة ستة أشهر، وكنت أراجع طبيباً مختصا بذلك عند انتهاء ال 6 ستة شهور، لم أراجع طبيبي لشعوري بالتحسن التام، ولإصرار أهلي على عدم ذهابي بحجة أني لا أحتاجه، ومن البداية في الأصل، فأنا سليمة 100٪

توقفت لمدة شهر ثم عاودتني الأعراض وبقوة أكبر، أي حصلت لي انتكاسة، رجعت لطبيبي وبدأنا رحلة العلاج نفسها، ونفس الدواء، وحدثت للمرة الثانية أن منعني أهلي من المراجعة، وعادت الانتكاسة لكن هذه المرة أخذت الدواء بدون الرجوع للطبيب، لأني لا أستطيع الذهاب.

أحياناً آخذ حبة 10 مل، وعندما أشعر بعدم التحسن آخذ 20 مل يوميا، وهكذا، أعلم بأنه تصرف خاطئ جداً، لكن هذا ما أستطيع عمله.

قبل 4 أيام بالضبط انتهت علبة الدواء، وذهبت للصيدلية لكن الصيدلي لم يصرف لي الدواء لعدم وجود الوصفة الطبية، و4 أيام عادت الانتكاسة، وعاد الاكتئاب والقلق والأرق والخوف، والإحساس بمثل الكهرباء تنتشر في جسمي!

فوق كل هذا ما زال أهلي لا يريدون مني الذهاب، ولا أحد يشعر بآلامي، واليوم أحضرت علبة دواء عن طريق صديقتي التي زوجها موظف في الصحة النفسية، وبدأت بـ20 مل.

أريد منكم إرشادي وتوجيهي للطريقة الصحيحة، للبدء بالعلاج، والمدة ومتى أنتهي منه؟

شاكرة ومقدرة لكل جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل عدم الانتظام على الأدوية بصورة صحيحة قد تكون له مائلات سلبية مثلاً حين توقفت عن تناول السيبرالكس، نسبة للظروف المعلومة التي قمت بشرحها ظهر لديك الأرق والخوف والإحساس بمثل الكهرباء تنتشر في جسدك، هذا عرض انسحابي معروف جداً، ومقلق جداً وإن كان ليس بالخطير، فإذاً الانتظام على الأدوية هو أمر مهم وضروري جداً.

أنا أعتقد أنك يمكن أن تتحدث مع أسرتك أو على الأقل أحد أفراد أسرتك الذي تعتبرينه أكثر تفهما لحالتك، أنك تعانين من هذه الحالة من المزاج الاكتئابي، وهذا يتطلب العلاج الدوائي، كعلاج جوهري وكل الذي تحتاجينه هو حقيقة جرعة صغيرة من أحد الأدوية الجيدة.

أرى أن السيبرالكس دواء لا بأس به، وهو فعال جدا، لكن يعاب عليه أنه قد يسبب الأعراض الانسحابية كما أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن.

لذا في مثل حالتك ربما يكون البروزاك والذي يعرف باسم فلوكستين هو الأفضل، والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم، تتناولينها بانتظام لمدة ستة أشهر مثلاً، وبعد أن تتحسن حالتك هنالك نوع من البروزاك يعرف باسم بروزاك 90، وهذا يتم تناوله بجرعة كبسولة واحدة في الأسبوع فقط من أجل الوقاية، ويمكن أن تمتد مدة العلاج لمدة عام آخر.

هذا مجرد اقتراح، وددت أن أذكره لك، لكن إن وددت أن تستمري على السيبرالكس فهو دواء ممتاز وفاعل، وأتمنى أن يكون ذلك بموافقة أسرتك، وبشيء من الفطنة والحنكة في التفاهم معهم، أعتقد أنك تستطيعين إقناعهم بأهمية العلاج بالنسبة لك.

من المهم جداً أيضاً أن تركزي على سُبل العلاج الأخرى، ومنها حسن إدارة الوقت وتطوير المهارات، والتفكير الإيجابي، وأن تكوني فاعلة داخل منزل الأسرة، هذا مهم جداً، يطور مهاراتك يشعرك بالرضا والإشباع الداخلي، ويؤدي -إن شاء الله تعالى-، إلى انقشاع حالة الاكتئاب التي تعانين منها.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً