السلام عليكم

زوجي يعاني من اضطراب نفسي، لا أعرف ما هو! بداية المشكلة قبل سبعة أشهر حينما توفيت والدته، وبعدها أتته حالة غريبة، أصبح يقول: لا أستطيع التنفس! وذهب لمستشفى وعمل صورة قلب، وتبين أنه سليم، ولا يعاني من أي مشكلة، وأصبحت تأتيه هذه الحالة كل أسبوع، مرة يشتكي من قلبه ومرة من الرئة، ومرة من رأسه!

أصبح يوسوس أنه سوف يموت، تخلص من هذه الحالة بعد شهرين، لكن بعد شهر شاهد برنامجا على التلفزيون يتكلم عن الفصام، وبعدما سمع عن هذا المرض أتته دوخة ورعشة في جسمه، وحرارة في معدته، ويعيش في حالة خوف من هذا المرض، وهي مستمرة معه إلى الآن، لا يتوقف عن التفكير في هذا المرض.

كرهت حياتي معه، فأنا من يقوم بالصرف على المنزل، وهو أصبح مثل الطفل، حياته كلها خوف أن يفقد عقله، الأعراض التي يشتكي منها صداع وآلام، وحرارة في الرأس، ويشعر بثقل في رأسه كأنه يحمل فوق رأسه شيئا ثقيلا، تنميل وخمول وكآبة وتفكير دائم بالانتحار، وخزات في جسمه، ودائما يسألني هل أنا في حلم أم واقع في عدم التركيز؟!

هذا أثر عليه في قيادة السيارة، وكثيرا ينسى أن يطفئ سيارته، أفكاره أنه مجنون، ونومه لا يتعدى الأربع ساعات، يسمع أصواتا توقظه من نومه، ويحلم أن أحدا يخنقه، ويقوم من النوم خائفا.

ذهب إلى طبيب نفسي وأعطاه عقار انتابرو 10، بعد أخذ الدواء ساءت حالته، وتوقف عنه، الآن هو يستخدم عقار دوجامتيل، ولا يشعر بتحسن، أريد تشخيصا لحالته، وهل هو مصاب بمرض خطير؟ وما أفضل عقار لحالته؟ وجزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا تواجهي مواقف زوجك وحالته الحالية ومسلكه بالضجر والكدر، لأن هذا لا يساعدك ولا يساعد زوجك، فهو تفاعل مع وفاة والدته، عليها رحمة الله، بشيء من الثورة، أو الانفعال الوجداني الشديد، ويظهر أن علاقته الوجدانية وروابطه كانت معها قوية جداً، وربما يكون هنالك شيء من الاعتمادية من جانبه على والدته.

هو تفاعل تفاعلا إنسانياً، لكن هنالك مبالغة في مشاعره، أعتقد أنه يريد شيئا من الانتباه من جانبك، وأن تطمئنيه، وأن تكوني الزوجة الطيبة الرؤوم، حتى يحس بالسكينة والاستقرار عندك، وأعتقد أن هذا سوف يعوضه وجدانياً، فلا تتضايقي أيتها الفاضلة الكريمة، وحاولي أن تشجعيه، وأن تذكري له أنك الحمد لله بخير، وهكذا، فالدعم والدفع الإيجابي سوف يفيد زوجك الكريم.

بالنسبة للعلاج الدوائي أرى أنه محتاج لعلاج دوائي، والدوجماتيل دواء جيد جداً، لكنه ليس كافيا، فإن استطاع زوجك أن يذهب إلى الطبيب النفسي فهذا أمر جيد، وسوف يجد من الطبيب إن شاء الله تعالى، الدفع والدعم الإيجابي، وبما أنه يحتاج إلى دواء آخر سوف يصفه له الطبيب بجانب الدوجماتيل عقار مثل: السبرالكس، بجرعة صغيرة أو زولفت أو زيروكسات، كلها سوف تكون مفيدة بالنسبة له.

زوجك ليس مصابا بحالة خطيرة أبداً، هو رجل ودود وعطوف، وعبر عن مشاعره بهذه الصورة التي هي أمامك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.