الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دورتي مضطربة من قبل زواجي ولا زالت... رغم أخذي للجلوكوفاج

السؤال

السلام عليكم

أنا عمري 27 سنة ومتزوجة، قبل الزواج كانت تتأخر علي الدورة، ولما خطبت جاءني نزيف وذهبت لدكتورة وقالت أن فيّ تكيس المبايض، وأعطتني علاج جلوكوفاج وبروجيلوتون لمدة ثلاثة أشهر، واستمريت على العلاج لمدة سبعة أشهر ولم يختف التكيس، وأعطتني علاج فورميت وبعدها اختفى التكيس.

ومتزوجة من سبعة أشهر ولم أحمل، وكانت الدورة منتظمة، وبعدها في الشهر السادس من زواجنا اضطربت، وجاءت الدورة بتاريخ 3/8 ونزلت لمدة أربعة أيام، وبعدها جاءت بتاريخ 4/24، وأتوقع لأني عملت قبل هذا تاريخ الدورة عملية بواسير، وإلى الآن لم تنزل الدورة، وعملت اختبار حمل منزلي ولا يوجد حمل.

وبتاريخ 5/22 نزلت بقعة دم بنية حسبتها دورة لأني أحس بالآلام تحت سري وفي ظهري به، ولم ينزل بعدها أي شيء، ولاحظت بعدها بأيام نزول إفرازات بنية فاتحة جدا، واليوم 5/26 لاحظت إفرازات بنية، وظلت الآلام تحت السرة ولم تأت الدورة، وأنا خائفة أن يكون التكيس رجع، فما هو رأيكم؟

أرجو الرد بسرعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعدم انتظام الدورة الشهرية قبل الزواج وحتى الآن يشير إلى خلل في التوازن الهرموني بين هرمونات الغدة النخامية التي تفرز FSHB- LH- PROLACTIN، وهي الهرمونات المسؤولة عن تحفيز ونمو البويضات وخروجها من المبايض، وبين الهرمونات التي تفرز من جراب البويضة Estrogen، وهرمون progesterone بعد خروجها من المبايض، كما أن الهرمون الأول وهو هرمون الحليب prolactin يمنع نزول الدورة في حالة ارتفاعه.

ويصبح هرمون أستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية بسبب النقص الشديد في هرمون بروجيستيرون الذي يزيد بعد التبويض، ويأتي نقصه من حالة التكيس على المبايض وعدم مقدرة البويضات على الخروج من تحت جدار المبيض السميك، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا بسبب عدم انقباض الأوعية الدموية في بطانة الرحم، وتأتي خفيفة أحيانا وتتأخر بالشهور إذا تكونت بطانة رحم ضعيفة.

والسبب الرئيسي في حدوث التكيس هو الوزن الزائد، ويمكنك اتباع برنامج غذائي يشمل الحمية الغذائية والمشي المنتظم حتى ينقص الوزن في الشهور الستة القادمة، لمحاولة ضبط الهرمونات وضبط الدورة الشهرية، مع استخدام أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.

والفكرة من استخدام حبوب الهرمونات ومنع الحمل هي وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، ولإعادة تنظيم الدورة يمكن تناول حبوب منع الحمل ياسمين أو كليمن لمدة 3 شهور متتالية، مع التوقف عند انتهاء الشريط حتى تنزل الدورة، ثم تناول الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا واحدة، مع حبوب فوليك أسيد 5 مج، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأنها مهمة للتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع تناول الغذاء الجيد المتوازن.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع شرب أعشاب البردقوش والمرامية ومغلي مطحون الشعير ويعرف بالتلبينة النبوية، وحليب الصويا؛ لأن هذه الأطعمة والمشروبات لها خصائص هرمونية قد تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض.

وفي نهاية تلك المدة يمكنك إجراء هذه التحاليل وعرض النتائج على الطبيبة المعالجة للاطمئنان، وهذه التحاليل هي: FSH- LH- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN-TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في يوم 21 من بداية الدورة، مع عمل السونار على المبايض خصوصا في منتصف الدورة للاطمئنان على التبويض، وتركيز الجماع في الأسبوع الأوسط من الدورة؛ لأن الأسبوع الذي يلي الغسل والأسبوع الذي يسبق الدورة التالية لا يحدث فيهما حمل.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً