الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التلعثم وكثرة أحلام اليقظة.. كيف أتخلص منهما؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحب الاستشارة 2230398، كنت أريد أن أقول أنه من خلال تصفحي لموقعكم وجدت الاستشارة رقم 286888 والتي تتكلم عن التلعثم، وكما تعلمون من استشارتي أنني أعاني من التلعثم، وقد لاحظت في الاستشارة 286888، أنكم أعطيتم السائل علاجًا دوائيًا، فهل يمكنني استعماله؟

بالإضافة إلى أنني أعاني من كثرة أحلام اليقظة بشكل مبالغ فيه، ولقد سمعت عن دواء " الفافرين "، أريد أن أسأل على مقدار الجرع التي يمكن أن تقيدني، علمًا بأن عمري هو 17 سنة، وأنا على وشك بداية المرحلة الثانوية، وأريد أن أتخلص من أحلام اليقظة؛ لأنها بلا شك ستؤثر على دراستي بشكل كبير.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أنصحك بتناول دواء وُصف لشخص آخر في استشارة أخرى، فلكل إنسان ظروفه، ولكل إنسان حالته التي يعاني منها، ونوعية التلعثم الذي تعاني لم توضح أنت ظروفه، كيف بدأ؟ ما هي العوامل التي تزيده؟ ما هي العوامل التي تخففه؟ هل هو مرتبط بما يعرف بقلق الأداء؟ هل هو مرتبط بنوع من الرهاب الاجتماعي؟ وشيء من هذا القبيل.

وبصفة عامة الأدوية ليس لها دور رئيسي لعلاج التلعثم، إنما التلعثم يعالج من خلال الآليات السلوكية الأخرى التي تحدثنا عنها في تلك الاستشارة أو في غيرها.

بالنسبة لأحلام اليقظة - أيها الفاضل الكريم – تعالج من خلال ممارسة الرياضة – هذه مهمة جدًّا – النوم المبكر أيضًا يقلل منها، وأن تصرف انتباهك من خلال حسن إدارة الوقت، تشغل نفسك بالمذاكرة، أن تضع خارطة طريق واضحة جدًّا لتحدد فيها أهدافك، وغاياتك، والطرق والوسائل، والمدخلات التي يمكنك أن توصلك إلى أهدافك، هذا أعتقد أنه مهم جدًّا.

تمارين الاسترخاء أيضًا تقلل كثيرًا من أحلام اليقظة هذه، وفي الآونة الأخيرة أفادني أحد الشباب الذين يترددون عليَّ أنه استفاد كثيرًا من تلاوة القرآن للسيطرة على أحلام اليقظة، وجد نفسه أنه حين يرتل كتاب الله تعالى بتمعنٍ وباستبصارٍ وتركيز، هذا يصرف انتباهه تمامًا عن أحلام اليقظة، فأعتقد أنك يمكن أن تحاول ما حاوله هذا الشاب، وبتوفيق من الله تعالى استطاع أن يحدَّ من مشكلته تمامًا.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن توجَّه طاقاتك كلها الآن نحو التميز الأكاديمي، الإنسان لا يستطيع الآن أن يواجه مشاكل هذه الحياة إلا إذا سلَّح نفسه بسلاحي العلم والدين، فاحرص على ذلك.

ومن خلال هذه الأهداف النبيلة حين تضعها نصب عينيك أنا على ثقة تامة أن بقية الأمور بقية الشوارد من أحلام يقظة وتوترات وخيالات سلبية، هذا كله سوف ينتهي تمامًا.

اجعل لنفسك أيضًا نصيبًا في ممارسة الرياضة، وبالنسبة للعلاج الدوائي: لا أرى أنك في حاجة للفافرين أو غيره.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً