الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت الإحساس بواقعي، وأعيش حياتي وكأنني في حلم، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 17 سنة، مشكلتي هي عدم إحساسي بما أعيشه، أي لا أحس بالواقع، وأشعر أني في شبه حلم، وأني غير مركزة وواعية تماما، وقد كنت أعاني من كثرة التفكير والوسوسة في الدين، ولكن -الحمد لله- الوسوسة ذهب منها الكثير، ولا أشعر أنها تسيطر علي، لكن الذي مازال مستمرا هو شعوري أني في حلم تقريبا، وأنا الآن أفكر بعدم إكمال دراستي حتى أحس بالواقع.

ما أريده هو:

1: دواء يجعلني أعود لإحساسي بالحياة وما يدور من حولي كما كنت سابقا، كما أنني أريده أن يكون دون أعراض انسحابية كما في الزيروكسات.

2: لقد قرأت في موقعكم عن دواء دوجماتيل، ودواء موادبكس، فما رأيكم بها؟ وكم الجرعة؟ ومدة العلاج؟ وهل هو متوفر في السعودية بنفس الاسم؟

3: وهل أستطيع تناوله مع دواء كوراكني لحب الشباب، واسمه العلمي إيزوتريتينوين؟

أرجو أن تجيبوني على جميع أسئلتي.

بارك الله فيكم، وجعل في ميزان حسناتكم ما تقدمونه من خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ tot حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المتغيرات النفسية مثل الشعور بالقلق والوسوسة هي أمر طبيعي جدًّا يحدث في مرحلتك العمرية التي تعيشين فيها، وبشيء من الصبر، والمثابرة، والمصابرة، وحسن تنظيم الوقت، وتحقير الفكر السلبي الوسواسي، وعدم مناقشته بل الاستخفاف به، سوف تحسين أن أحوالك قد تحسنت تمامًا.

ممارسة تمارين الاسترخاء، وممارسة أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة، والاجتهاد في مشاركة الأسرة في كل الأنشطة الأسرية، والسعي دائمًا في بر الوالدين، كلها أمور تؤدي كثيرًا إلى الاستقرار النفسي، فأريدك أن تحرصي على ذلك حرصًا تامًا.

الشعور بأنك في شبه حلم هذا ناتج من القلق، ويسمى باغتراب الآنية، وكثيرًا ما نشاهده لدى الذين لديهم وساوس، ويعتبر التدرب على تمارين الاسترخاء علاجًا أساسيًا لمثل هذه الحالة.

فيا -أيتها الفاضلة الكريمة-: هذا هو الذي أنصحك به، ولا أريدك أن تعتمدي على الأدوية من أجل العلاج، لا أقول أن الأدوية خطيرة، لا، الأدوية مفيدة وجيدة جدًّا، لكن في مثل عمرك إذا اعتمد الإنسان على الدواء سوف يضيع فرصته فيما يخص تطوير المهارات السلوكية والتي هي أهم وأفيد بالنسبة لك.

أنا أفضل أن تتحدثي مع والديك في خصوص الأدوية، لا تتناولي دواء دون إذن والديك، وإن وافقا؛ اذهبي معهم إلى الطبيبة –طبيبة المركز الصحي-، ليس من الضروري الطبيب النفسي، وعقار (مودابكس)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، ويسمى تجاريًا أيضًا (لسترال)، وأيضًا (زولفت)، يعتبر دواء جيدًا في حالتك، وأنت محتاجة لأن تتناوليه لمدة ثلاثة أشهر فقط، والجرعة هي نصف حبة ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

عقار (دوجماتيل)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد) لا تتناوليه أبدًا، لأنه بالنسبة للبنات في عمرك يؤدي إلى ارتفاع كبير في هرمون الحليب، والذي يعرف باسم (برولاكتين)، وارتفاع هذا الهرمون واضطرابه في سنٍ مبكرة بالنسبة للفتاة يؤدي إلى مشاكل في الدورة الشهرية بشكل واضح جدًّا، فلا تتناولي هذا الدواء.

المودابكس لا يتعارض مع الدواء الذي تتناولينه لحبِّ الشباب.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً