الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلتي كثيرة الحركة والتخريب، فكيف أتعامل معها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود سؤالكم عن كيفية التعامل مع طفلتي: عمرها سنتان و7 أشهر، كثيرة الحركة والتخريب، وعندما أنهرها عن ذلك تهرب مفزوعة، ثم تعود للتخريب مرة ثانية، لا أستطيع تحمل حركتها وتخريبها، فأضعها بالمحبس الخاص بالأطفال، وبجانبها أختها في سرير آخر، وعندهم تلفاز، فتبدأ أحيانًا بالصراخ على أختها والبكاء، وأحيانًا تتأقلم وتكون هادئة.

أحيانًا تشد شعري وشعر أختها وتبتسم، وقد حاولت معها بكل الطرق، بالعصبية والهدوء، فلم يفد معها شيء، أمسك يدها بشدة وأنظر لها بحزم لتتوقف عن فعل الخطأ، وما هي إلا دقائق وترجع للخطأ نفسه، تخاف كثيرًا من الأصوات، وخاصة صوت الأجهزة الكهربائية كالاستشوار.

تحب الأطفال والكبار حتى عندما نذهب للحديقة، أو للمستشفى تتعلق بالكبار وتلاحق الأطفال، لا أعلم هل وضعها بالمحبس صواب أم خطأ؟ وكيف أتعامل معها؟ مع العلم أني أضربها في حالة الغضب الشديد، فهي لا تريدني أن أجلس أبدًا، وهي إما تطلب مني أن أحضر لها الماء، أو أن ألعب معها.

لا تتكلم جيدًا، تنطق بعض الكلمات، وعندما ترى أهلي أو الأشخاص الذين تعرفهم تركض وتتمتم بكلمات غير مفهومة، وعندما ترى الأطفال تصرخ وترقص، لا أعرف ما هو هذا السلوك الغريب؟ وكيف أتصرف مستقبلاً؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم روز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: نحمد لك رغبتك ونيتك في اجتهادك في تربية ابنتك تربية تقوم على الأسس والقيم الإسلامية السمحاء، وحقيقةً كما قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعدتها أعدت شعباً طيب الأعراق
ونحسبك -إن شاء الله- من الأمهات المربيات الموفقات لفعل الخيرات.

ثانياً: إن حالة الطفل وترتيبه يؤثران كثيراً على تربيته من حيث الاهتمام الزائد به، ومن التركيز عليه في كل صغيرة وكبيرة، ومن الخوف عليه من السوء، وما إلى ذلك من المؤثرات البيئية والأسرية، ولا بد من وضع ذلك في الاعتبار.

والطفل في مثل هذه الفئة العمرية لا يدرك الخير ولا الشر، ولا الحسن ولا القبيح؛ فهو يقلد ما يشاهده من سلوك الوالدين أو الأطفال الذين في سنه، فهمه هو اللعب ولا بد أن يشبع هذه الحاجة، وهي ضرورية لتنمية مهاراته الجسمية والعقلية والاجتماعية.

والأفضل -أختي الكريمة- ألا تستخدمي أسلوب العقاب في هذه السن بهذه الطريق التي ذكرتيها؛ لأنها قد تؤدي إلى شرخ العلاقة بينك وبين طفلتك، وهي في حاجة للعطف والحنان منك، فيمكن أن تتعلم بالتوجيه البسيط أو التقليد أن هذا السلوك غير مرغوب فيه، وتحفز على ذلك معنوياً أو مادياً عدة مرات حتى نطفئ السلوك غير المرغوب ونثبت المرغوب فيه.

وشيء مهم جداً هو إعطاء الطفلة وقتًا خاصًا بها بشكل يومي، ونعلمها أن هذا الوقت خاص بها مثل: الجلوس بجانبها وهي تلعب، أو تؤدي أي نشاط تحبه، فإذا شعرت بأن هناك اهتماماً من قبل الوالدين فهذا يسعدها كثيراً، وستحاول كسب رضاهما في أي وقت، وفي المقابل التجاهل يؤدي إلى إحساس الطفل بأنه غير مرغوب فيه؛ وبالتالي ربما يقوم ببعض السلوكيات الشاذة التي من شأنها أن تجذب اهتمام الآخرين.

موضوع التأخر في الكلام: لا بد من البحث عن أسبابه في وقت مبكر؛ ليتم التدخل، أو العلاج مبكراً.

وأخيراً نقول لك: إن التربية تتطلب الصبر، والنظرة الشمولية للعلاقات بين الأطفال وذويهم، وهناك كتب تحدثت عن تربية الأطفال في الإسلام يمكنك البحث عنها والاسترشاد بها، كما نوصيك بتحصين ابنتك في كل صباح ومساء، فإنها لا يضرها شيء -إن شاء الله-، وتجنبي الدعاء عليها بل ادعي لها بالهداية.

نسأل الله لها الهداية، والرعاية الطيبة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً