الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سنوات طويلة أصارع فيها آلام الظهر وهي تزداد باستمرار

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم شكراً جزيلاً على هذا الموقع الرائع، وجزاكم الله عنا خير الجزاء

قبل 7 سنوات بدأ صوت طقطقة خفيفة مع المشي، بعدها بدأ ألم خفيف في الحوض، راجعت طبيب العظام، فقام بعمل أشعة على الحوض، وأخبرني بعدم وجود أي مشكلة وأن الصوت طبيعي.

بعدها بدأ الألم في أسفل الظهر، وراجعت طبيب العظام، فقال: إن الطقطقة من الظهر، مع وجود التهاب يسبب الاحتكاك بين الفقرات، ووصف لي دواء للالتهاب وكريماً وحزاماً، فلم أتحسن، وذهبت لطبيب آخر، فعمل لي أشعة، وقال نفس الكلام، إضافة أن هناك ضعفا وتقلصا في العضلات، وفقرة لم يكتمل نموها.

بدأت في ممارسة التمارين، واستمريت في أخذ الأدوية، مع استعمال الحزام، لكن الألم ازداد وامتد في الظهر كاملاً والحوض، فراجعت طبيباً آخراً، فأخبرني بعدم وجود التهاب ولا احتكاك، والمشكلة الوحيدة هي ميلان العمود الفقري، ووصف لي حزاماً أو مشد ميلوكي، أستخدمه لمدة سنتين، أو يتحول الأمر إلى حاجة للتدخل الجراحي، ذهبت لطبيب ثالث أستشيره في الموضوع، فأخبرني أن الميلان بسيط جداً بحيث لا يذكر.

مشكلتي أن عضلاتي ضعيفة، وأنني قليلة الحركة، رغم مداومتي على ممارسة الرياضة، وعندي ارتخاء في الأربطة بالوراثة، وهذا يسبب الألم، حاولت أن أزيد نسبة الرياضة والمشي، لكنني لم أقدر، فازداد الألم.

رجعت للطبيب وعمل لي أشعة رنين مغناطيسي، وقال نفس الكلام، فتوقفت عن مراجعة الأطباء لمدة سنة، وخلالها كان الألم في ازدياد مستمر حتى امتد إلى الساق، صرت أشعر بألم قوي عندما أقف أو أنحني، ويزداد مع المشي، وبدأت أشعر بالألم في الكتف.

ذهبت إلى العيادة وعملت أشعة، فقالوا: إنه ميلان في العمود الفقري، وديسك وشد في العضلات، وتم تحويلي إلى طبيب الأعصاب، فاطلع على الأشعة وقال: ميلان في العمود الفقري، وديسك وشد في العضلات، وفقرات لم يكتمل نموها في أسفل الظهر، وكلها ضاغطة على الأعصاب، وهذا سبب شد العضلات.

عملت التحاليل، وكانت كلها سليمة، وأعطاني أدوية لمدة شهر، ولم أشعر بأي تحسن، فحولوني إلى العلاج الطبيعي، ووصفوا لي ست جلسات فقط، ولما انتهيت من الجلسات حولوني إلى طبيب العظام، فكان تشخيصه مشابها لما قبله، ووصف لي ست جلسات علاج طبيعي مرة ثانية، وكل هذا كان قبل سنتين، وكانت المرة الأخيرة التي أراجع فيها طبيباً.

صار الألم شديداً جداً، وامتد من رقبتي إلى أسفل قدمي اليمنى، وأحياناً لا أستطيع المشي ولو لمسافة قصيرة في البيت، وصعود السلم يتعبني جداً، علما أنني أصعد الدرج يومياً في الجامعة، وأقل شيء مرتين.

عملت فحصاً شاملاً في المختبر، وكانت كل التحاليل سليمة، حتى الكالسيوم، ماعدا فيتامين دال كان 11، فأخذته لمدة 3 شهور، وتوقفت شهراً، وحللت بعدها فكان 23، ورجعت لأخذه، وإلى الآن مستمرة عليه، وكذلك مستمرة على المشي شبه يومي، لكن الرياضة لا أداوم على ممارستها، أنقطع عنها فترة وأرجع لها، وفي الفترة الأخيرة كلما ازداد نشاطي ازداد الألم في كتفي -عند لوح الكتف- حتى أصبح لا يحتمل، ولا أحب أخذ المسكنات إلا عند الألم الشديد، وقد تمر أسابيع عديدة دون أن آخذ أي مسكن.

آسفة جداً على الإطالة، وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الجهاز الحركي يتكون من العظام والعضلات والأعصاب التي تغذيه، ومن الواضح أنك ذهبت إلى أطباء العظام والعمود الفقري، وأجريت الكثير من الفحوصات والأشعة والرنين، والشكوى الأساسية هي الألم المزمن، وهو في الغالب له علاقة بالأعصاب، حيث ترسل تلك الأعصاب إشارات عصبية بالألم، ربما نتيجة الضغط عليها عند خروجها من الفقرات، أو بسبب هشاشة وضعف العظام، وسوء التغذية.

والألم المزمن يسمى Chronic pain syndrome، لأن السبب غير واضح، ويتميز المصابون بالانتقال من طبيب إلى آخر، والقيام بفحوصات كثيرة بداع وبدون داع لها، وعدم القدرة على علاج الألم قد يؤدي إلى الاكتئاب واليأس، ولكي يتحقق النجاح في معالجة مرض الألم المزمن، لا يكفي علاج مسبب الألم، ولكن يجب التطرق لعدة جوانب مثل الحالة النفسية للمريض، المساعدة التي يتلقاها، تعلقه بالأدوية، قدرته على الحركة، وتشمل التكاليف المتعلقة بالمرض المزمن، تكلفة الأدوية والوسائل العلاجية، غيابات متكررة من مكان العمل، واضطراب الأداء في العمل، فقدان الدخل، وعدم القدرة على العمل في إطار البيت.

ولقد أقيمت عيادات لعلاج الألم في بعض الجامعات؛ بهدف علاج الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة، وفي هذه العيادات يوجد اخصائيون في الآلام الشديدة والمزمنة، يكون هؤلاء الاخصائيين على دراية بالطرق الحديثة والمعقدة لعلاج الألم المزمن، الذي لم يتحسن بالطرق التقليدية.

وهناك ما يعرف Physical Therapy الذي يعتمد على الحمامات الباردة والحمامات الساخنة بالتناوب، ويمكنك الاستحمام بالماء البارد عن طريق التدرج في برودة الماء من الفاتر؛ حتى تتعود الخلايا على ذلك، ثم زيادة برودة الماء تدريجياً حتى الوصول إلى درجة برودة معقولة يتحملها الجسم؛ لأن الحمام البارد ينشط الدورة الدموية، ويعالج الألم، وكذلك الحمام الساخن أو الجاكوزي الساخن؛ ليفك عضلات الجسم.

كذلك فإن مراكز العلاج بالإبر السينية، ومراكز العلاج بالحجامة، ومراكز المساج؛ تساعد كثيراً على التخلص من تلك الآلام المزمنة -إن شاء الله-، كذلك فإن المعالج النفسي قد يساعد كثيراً، من خلال إجراء تحليل نفسي، وشرح مفهوم تلك الآلام، وبالتالي المساعدة في علاجها.

لعلاج تلك الآلام يجب تناول كبسولات فيتامين دال الأسبوعية 50000 وحدة دولية، لمدة شهرين، ويمكن تكرارها بعد 4 شهور مرة أخرى، أو عن طريق أخذ حقنة فيتامين د 600000 وحدة قياس مرة واحدة، وتكرر بعد 6 شهور مرة أخرى، مع تناول أقراص كالسيوم 500 مج، مضغ مرتين يومياً، لمدة شهرين أيضا، وهذا لا يغنى عن الحليب ومنتجات الألبان يومياً.

ويمكن أخذ حقن neuorobion في العضل يوماً بعد يوم، مع أخذ كبسولات مسكنة، مثل celebrex 200 mg مرتين يومياً بعد الأكل، وكبسولات myolgin ثلاث مرات يومياً، لمدة 7 أيام، وتعتبر حبوب lyrica 150 mg بديلاً جيداً، ولكن لها بعض الآثار الإدمانية، فيجب تناول تلك الحبوب في أضيق الحدود.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً