الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكيس المبايض وعدم انتظام الدورة سبب لي تأخرا في الحمل، فما توجيهكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أشكركم جزيل الشكر على العمل الكبير المبذول في هذا الموقع الأكثر من رائع، وجزاكم الله كل الخير، عمري 24 سنة، متزوجة منذ عشرة شهور، لم أرزق بطفل، طولي 163 سم، وزني 49 كلغ، منذ بلوغي وأنا أعاني من مشاكل الدورة.

في السنوات الأولى كانت دورتي مضطربة لدرجة أنها تستمر أكثر من 20 يوماً، أنزف بغزارة، ولم أبلغ أهلي بهذا الموضوع، ذهبت إلى الطبيبة، فقالت: إن بطانة الرحم كثيفة، وأعطتني دواء مانعا للحمل كعلاج، بعد ذلك أصبحت دورتي غير منتظمة لدرجة أنها تتأخر لمدة 5 أو 6 شهور أحيانا.

أذكر أنني تناولت حبوب Diane كعلاج، ثم عادت الدورة لعدم الانتظام، فأخذت حبوب الدوفاستون كعلاج، عندما أشربه تأتيني الدورة بعد حوالي ثلاثة أيام، كنت آخذ العلاج لمدة ستة شهور أحيانا، بعد إيقافه تنتظم الدورة مرة واحدة وتعود إلى عدم الانتظام مرة أخرى، وأعود إلى علاج الدوفاستون هكذا إلى أن تزوجت.

قبل أن أتزوج كانت الدورة متأخرة 6 شهور، فشربت الدوفاستون قبل موعد الزواج بأسبوعين، واغتسلت من الدورة ليلة زواجي، بعد زواجي لم تأتني الدورة، فذهبت إلى الطبيبة، فأعطتني علاج الدوفاستون مع فيتامينات، وبعد 3 شهور بدأت بعلاج ovacure، وكانت تأتي الدورة ولكن بصورة غير منتظمة، كل 34 أو 39يوماً.

ومنذ 3 شهور أخذت دواء inotir وذلك لوجود كيس على المبايض، بالإضافة إلى الدوفاستون، ولا أعلم إذا كان الكيس موجود ا في السابق أم لا؟ وفي آخر الشهر لم أتناول الدوفاستون، فقط تناولت inotir فتوقفت الدورة لحوالي شهرين، والآن تنزل علي إفرازات بنية، فهل تناول هذه الأدوية منذ بلوغي يؤثر على الإنجاب؟ وهل استجابتي للدوفاستون مبشرة بالخير؟

في الآونة الأخيرة أجريت فحصا لغدة الحليب، وكانت جيدة -والحمد الله-، وزوجي أجرى فحصا للمني، وقالت الدكتورة: بأن لديه ضعفا في حركة المني 35%، وأعطته دواء لحركة المني، وأنا أعطتني الكلوميد إلى جانب inotir، وأنني يجب أن أبدأ به من اليوم الرابع للدورة، لمدة خمسة أيام، ونهار اليوم 14 من الدورة آخذ حبوب الدوفاستون لتثبيت البويضة.

ولكن سؤالي: كيف أبدأ بعد أيام الدورة مع وجود الإفرازات البنية؟ وهل هذه الإفرازات تعني بداية الدورة؟ وهل ممكن أن يحدث حمل مع أخذ حبوب الكلوميد لو كان هناك تكيس على المبيض؟ وهل ممكن حدوث حمل من أول علاج للكلوميد؟

أنا آسفة على الإطالة، وأتمنى الإجابة، وشكرا لتعاونكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عدم انتظام الدورة الشهرية يشير إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية، التي تحدث نتيجة تعاون وتكامل بين:

1- هرمونات الغدة النخامية، والتي تحفز المبايض وتساعد في نمو البويضات، بالإضافة إلى إفراز هرمون الحليب.
2- المبايض والهرمونات الناتجة عن التبويض.
3- الرحم.

ووجود مشكلة في أي ضلع من هذا المثلث تؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، وخلل في التبويض، ولا ينصح الأطباء بتناول حبوب ديان 35، وهناك الكثير من البدائل التي تساعد في تنظيم الدورة الشهرية، ولذلك يجب أن تتوقفي عن تناوله، لأنه قد يؤثر فيما بعد على الأوعية الدموية، كما أوصت بذلك منظمة الصحة العالمية.

والاضطرابات في الدورة الشهرية تحدث بسبب ضعف التبويض الناتج عن التكيس على المبايض، أو وجود أكياس وظيفية، وهذا يؤدي إلى خلل هرموني، وبالتالي تصبح بطانة الرحم ضعيفة جدا لا تسمح بنزول الدورة الشهرية منتظمة، وإذا نزلت تكون غزيرة في بعض الأحيان، لأن المسؤول عن الدورة في تلك الحالة هرمون واحد فقط هو الأستروجين وليس الإثنين.

وتناول الأدوية كان الغرض منه المساعدة في تنظيم الدورة الشهرية، وليس العكس، أي أن الحبوب لا تؤدي إلى خلل في الدورة، ونزول الدورة مع الدوفاستون يشير إلى أن الرحم سليم، والمشكلة في المبايض، أو الهرمونات المحفزة التي تفرز من الغدة الدرقية.

ولذلك يفضل عدم تناول أي منشطات للمبايض في الشهور الستة القادمة، أولا حتى يتم متابعة حالة الزوج مع طبيب تناسلية، وتناول العلاج المناسب حتى يتحسن العدد، وتتحسن الحركة، وتقل النسبة المئوية للتشوهات في الحيوانات المنوية.

وثانيا: حتى يتم علاج التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية، وتنتظم الدورة الشهرية، وعلاج الإفرازات البنية:
يمكنك تناول المنشطات للحصول على دورة منتظمة، وليس على دورة مضطربة، مع عمل الفحوصات اللازمة، وهي فحص هرمون الحليب، وهرمون الذكورة، وهرمونات المبايض، وعمل سونار على المبايض والرحم، والتحاليل المطلوبة، هي FSH - LH -- PROLACTIN- TSH-Free T4 -- DHEA--ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص لهرمون PROGESTERONE في اليوم 21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

ولإعادة تنظيم الدورة والمساعدة في علاج التكيس:
يمكنك تناول حبوب منع الحمل ياسمين لمدة 3 شهور أو أكثر يوميا قرصا واحدا، حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض ولا تمنع الحمل، وجرعتها 10 مج تؤخذ قرصا واحدا مرتين يوميا، من اليوم 16 من بداية الدورة، حتى اليوم ا 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهذا النظام ليس الغرض منه منع الحمل؛ ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس وعلاج الأكياس الوظيفية -إن وجدت-، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم، وتنشيط المبايض.

والتكيس يحدث بسبب الوزن الزائد، ويحدث حتى مع الوزن القياسي، وعليك تناول البروتين الحيواني من اللحوم والدجاج والأسماك، وشرب المزيد من الحليب حتى يتحسن الوزن، ويقوي الدم، مع تناول قرص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس، كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات، والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، مثل total fertility ويمكنك أيضا تناول كبسولات اوميجا 3 أيضا يوميا واحدة، مع حبوب فوليك اسيد 5 مج، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل، لأن هذا الفيتامين ضروري لتقوية العظام والوقاية من مرض هشاشة العظام فيما بعد.

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع شرب أعشاب البردقوش والميرمية وحليب الصويا، وكل هذه الأشياء قد تساعد في علاج التكيس، لأن لها بعض الخصائص الهرمونية، مع تركيز الجماع، بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل على فترة منتصف الدورة الشهرية، أي بعد أسبوع من الغسل من الدورة وحتى أسبوع أو عشرة أيام، لأن الأسبوع الأول بعد طهر الدورة والأسبوع الأخير قبل الدورة التالية لا يحصل فيهما حمل، ولكن الحمل يحدث فى منتصف الدورة الشهرية.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً