الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب بعض التصرفات المزاحية.. أشعر بالاكتئاب وعدم الرجولة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

مشكلتي أني كنت سعيدًا جدًا، ومتفائلًا ومرحًا، ولكن لا أدري ماذا حدث؟ لقد بدأت بتذكر الماضي فجأة، (كان مزاحنا ضرب مؤخرات بعضنا بغرض المزاح) والآن توقفت عن هذا المزاح، لكن بعد سنة وأربعة أشهر بدأت أتذكر المزاح، ويأتيني اكتئاب شديد ووسواس: أني شاذ ولست رجلًا، حتى أصبحت لا آكل ولا أنام ولا أستطيع التنفس جيدًا، ولا أستطيع أن أغير تفكيري إلا في هذا الموضوع، ولقد بدأ التفكير في الماضي السيء فجأة.

الرجاء مساعدتي، لا أستطيع تناول أي عقار؛ لأن العائلة لا تسمح بذلك.

هل أنا لست برجل؟ لأني كنت أمزح مثل هذا المزاح وأرضاه على نفسي والآخرين.

وأعتذر على الإطالة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdallah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا، وأبدًا لم تطل، أعانك الله وخفف عنك. نعم يمكن لشيء طبيعي وعادي وبعد فترة من الحياة الطبيعية، فجأة يصاب ببعض الشك في بعض تصرفاته الماضية فيما لو كانت سليمة وطبيعية أم لا؟.

ولعبك في الماضي مع أصدقائك طبيعي ومُتفهم، ويحدث بين الكثير من الشباب، إلا أنه في الغالب لا يتجاوز حدًا معينا، ومن ثم يمضي مع مرور الأيام وينتهي.

ولكن معك، ولسبب ما فأنت بدأت تشك في هذا النوع من الألعاب، وبدأت تسأل نفسك فيما إذا كنت شاذًا أو لا؟ وهناك عدة احتمالات لمثل الأفكار التي تأتيك عن ماضيك.

الاحتمال الأول: أنك ربما تعاني من حالة من الاكتئاب؛ مما جعلك تشعر بالذنب والندم من بعض التصرفات السابقة كهذا اللعب.

والاحتمال الثاني: أنك وبسبب حساسيتك فربما تطور عندك حالة من الوسواس القهري، فأنت لا تستطيع دفع هذه الأفكار عنك، ولذلك فأنت دائم التفكير بها. وربما تعلم أن الأفكار الوسواسية عبارة عن أفكار قهرية لا سيطرة للإنسان عليها، وهي ليست حقيقية، وإنما مجرد أفكار قهرية، لا تحاسب عليها.

وسواءً كان الاكتئاب أو الوسواس، فالنصيحة إن استمرت هذه الأفكار، ومشاعر الاكتئاب... أن تراجع طبيبًا نفسيًا، ولكن إن صعب عليك هذا، فحاول أن تصرف عنك هذه الأفكار إن استطعت، وإلا فأرجو أن تتحدث مع أحد، وحتى لو كان الأخصائي النفسي في المدرسة، ويمكنه أن ينصحك بالمطلوب عمله.

وفقك الله، ويسّر لك طريق المعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً