الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجد صعوب في إيصال أفكاري للآخرين مما جعلني مستمعا دائما.

السؤال

السلام عليكم..

أسال الله لي ولكم الأجر، وللمسلمين أجمعين.

أعاني من خمول وشرود ذهني وسرحان، وصعوبة في استيعاب الحديث الموجه إلي، وصعوبة في التفاعل، وتظهر علي تعابير الخجل أحيانا لصعوبة التفاعل.

كذلك لدي رهاب اجتماعي، حيث أني أشعر برجفة أحيانا حين الحديث، وصعوبة في إيصال الفكرة والتعبير، حيث أني أفضل أن أكون مستمعا دائما، وألجأ إلى الصمت والرد على الأسئلة بإجابات مختصرة، وهذا الشيء منذ مدة طويلة جدا، وهو يزعجني ويزعج من يجلس معي، وقد قرأت موضوعا مشابها فتبين لي أنه رهاب.

أنظر بعض الأحيان إلى الأشياء المحرجة في الأشخاص حينما يتحدثون معي، وقد قرأت موضوعا مشابها فتبين أنه وسواس قهري، وأشعر بكآبة شديدة منذ أسبوع تقريبا.

أرجو منكم النظر في موضوعي وكتابة الأدوية التي أحتاجها، نظرا لعدم مقدرتي لزيارة العيادات النفسية لقلة المادة.

شكرا لكم على مجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أكبر سبب للخمول والشرود الذهني والسرحان هو الإجهاد النفسي الذي يكون القلق سببًا فيه، والرهاب الاجتماعي مكونه الرئيسي هو القلق، وبالنسبة لموضوع ما تقوم به في بعض الأحيان من النظر إلى الأشياء المُحرجة في الأشخاص الآخرين، هذا بالفعل نوع من الفعل الوسواسي.

أنت تعاني من قلق المخاوف الوسواسي من درجة بسيطة، والذي تحتاجه هو أن تنظم وقتك، أن تنام مبكرًا، أن تمارس تمارين رياضية، وأريدك أيضًا أن تُجري فحوصات طبية عامة، ليس من الضروري عند طبيب نفسي، إنما عند الطبيب العمومي، وذلك لتتأكد من مستوى الدم والسكر لديك، وكذلك فيتامين (د) وفيتامين (ب12) وكذلك وظائف الغدة الدرقية، حيث إن الاضطراب في الفحوصات التي ذكرتها ربما يؤدي أيضًا إلى الإجهاد النفسي والجسدي.

الوساوس والمخاوف – أخِي الكريم - تعالج من خلال رفضها، وتحقيرها، وفعل ما هو ضدها، فكن حريصًا على ذلك، والكآبة التي تعاني منها لا أراها أمرًا أساسيًا، إنما هي ثانوية نسبة لما تعاني منه من قلق ومخاوف ووساوس من الدرجة البسيطة.

الدواء الذي سوف يُفيدك بصورة ممتازة جدًّا هو عقار يعرف تجاريًا باسم تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) والزيروكسات CR هو الأفضل في حالتك، والجرعة هي 12.5 مليجرام، تبدأ بها، تتناولها يوميًا بانتظام لمدة شهرٍ، ثم تجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجرام لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الدواء من الأدوية السليمة جدًّا والفاعلة، فقط ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس، أيها الفاضل الكريم: هذا الدواء لا يُسمح باستعماله لمن هم دون الثامنة عشر من العمر.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً