السلام عليكم.
أنا شاب عندي حالة متفاقمة من الخوف والفزع من كل شيء، من زملائي بالعمل ورؤسائي ومن كل الناس، وعدم ثقة بالنفس حتى لو أني متأكد من الشيء الذي أسأل عنه، وعدم قدرة على المواجهة أو النظر في وجه من أتحدث معه، ودائماً أحس بالخوف، وأحياناً بلا داعي، وأحياناً وأنا بمفردي.

لا أستطيع الرد على من أهانني أو إذا وصل الأمر للتشابك بالأيدي فإني أحس برعشة شديدة بجسدي، أحس بها أيضاً عند احتداد المناقشة مع أي شخص، ولا أستطيع التشابك على الرغم من أن حالتي الجسمانية جيدة جداً.

أيضاً إذا فتحت الباب ورأيت شخصاً ما قادم ففجأة يحدث لي فزع، ولقد ظهر لي شعر أبيض كثير رغم صغر سني.

أرشدوني جزاكم الله خيراً، ما تسمى هذه الحالة؟ وكيف أعالجها؟ وهل هناك علاج كيمائي؟ وما اسمه؟ وهل يوجد له آثار وضرر ؟ وأيضاً هل هناك علاج نفسي وكيفية تطبيقه؟

آسف على الإطالة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

اطمئن يا أخي، فهذا نوعٌ من الانطوائية وحب العزلة والخجل من الغير، ويمكن أن تعالجها بنفسك أو بمساعدة مرشد نفسي في منطقتك، ولا تحتاج إلى تناول أدوية معينة، فهذه حالة تحتاج إلى توجيهٍ وإرشاد وليس إلى علاج إكلنيكي.

يجب عليك أخي حسين أن تعرف قدر ذاتك ونفسك، وأن لديك قدرات تستطيع أن تفعل بها الكثير، ولا تقلل من شأن نفسك، وعملية تقدير الذات هي عملية ديناميكية لما يجري في عقلك وجسدك من عمليات وما تقوم به من تصرفات، فلا تجزع ولا تحزن، واجعل من نفسك إنساناً:

1- حيوياً، وذا عزيمة.

2- لديك الحماس والدافعية، والميل إلى التغيير والتطوير.

3- يتميز بالصراحة، والوضوح في حديثه.

4- إيجابياً ومتفائلاً دائماً.

5- يعتمد على ذاته ويتصرف باستقلالية.

6- اجتماعياً ومتعاوناً مع الغير، ولا يخجل من أي إنسان مهما كان.

7- يحاول أن يعمل على تطوير ذاته، ولا يستسلم ولا ينهزم.

وحاول أخي أن تتغلب على خجلك وانطوائيتك باتباع ما يلي:

1- قدر ذاتك، واجعل من نفسك شخصاً إيجابياً، وابتعد عن السلبية، وواجه الغير بكل اعتزاز وافتخار.

2- لابد أن تكون لديك قوة الإرادة على مواجهة المشاكل والصعاب.

3- حاول أن تندمج مع الآخرين، وتتعامل معهم، وتحاورهم وتناقشهم، وتدافع عن نفسك باحترام.

4- اعمل على أنك إنسان لديك من القوة والعزيمة ما تستطيع به أن تنجح وترتقي سلم المجد.

واعلم أن كل ما تتكلم عنه ناتج عن خجلك وانطوائيتك، وعلاجك كما قلت بيدك، ولا تحتاج إلى دواء، وتذكر دائماً حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم).

ولكي تتخلص من هذا التوتر والقلق والخجل، حاول أن تتبع هذه الخطوات الإرشادية:

1- اجعل لنفسك برنامجاً تغير به من نفسك.

2- مزاولة التمرينات الرياضية كل صباح.

3- استبدل التوتر والقلق بالاسترخاء، والخجل بمخالطة الناس.

4- اتخذ من المرح والفرح سبيلاً للخروج من القلق والتوتر والخجل.

5- استبدل الخوف بالشجاعة والإحجام بالإقدام.

6- استبدل التشاؤم بالتفاؤل واليأس بالأمل.

7- استبدل الإحباط بالإقبال والتقاعس بالهمة .

وبالله التوفيق.