الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الغثيان الشديد، ولم تنفع في علاجه الأدوية، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من غثيان شديد ومستمر خلال 7 شهور، وبعد الفحوصات اتضح أن السبب هو ارتجاع في المريء، مع العلم أني لا أعاني من الحموضة إلا بعد فترات طويلة، ولا أعاني من آلام في الحلق ولا أي شيء آخر، فقط أعاني من غثيان، فهل ما أعاني منه هو بالفعل ارتجاع؟ وهل من الممكن أن يكون هناك سبب آخر؟

أعطاني الدكتور حبوبا مخفضة للحموضة، وموتيليوم، وقال لي بأن أستمر على تناولها شهورا طويلة، وسيذهب الغثيان –إن شاء الله-، ولقد أكلت الحبوب لمدة شهرين، ولكن بدون تأثير، أي أن الغثيان لم يزل، فهل أستمر على تناول هذه الحبوب؟ وهل هذه الحبوب تضر الحامل؟ وهل هناك حل لأتخلص من الغثيان؟

وللعلم فأنا ملتزمة بالرياضة والأكل الصحي، وأرفع رأسي عند النوم وغيره، ولكن الغثيان مستمر لدرجة أني لا أستطيع تناول الطعام، مما أدى إلى فقدان 10 كيلو من وزني، فكيف أستعيد وزني السابق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سلطان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما أوردت في الاستشارة من التزامك بالعلاج وبالحمية المناسبة للارتجاع المريئي، ومع ذلك استمرت الأعراض، وأدى ذلك أيضا إلى خسارة 10 كلغ من الوزن خلال 7 شهور، لذا في هذه الحالة فإنه من الأفضل إعادة الدراسة الطبية التي قد أجريتها سابقا، وقد يحتاج الأمر أيضا إلى إجراء تنظير للمعدة إن لزم الأمر، وينصح حاليا بالاستمرار على العلاج المصروف والحمية المناسبة.

كما أن أغلب أدوية الارتجاع المريئي لا يمكن استعمالها أثناء الحمل، لذا من الأفضل استشارة طبيبة النساء المتابعة لحالتك قبل تناول أي من العلاجات خلال فترة الحمل، واليك لمحة موجزة عن الارتجاع المريئي:

الارتجاع المريئي ينتج عن ضعف المعصرة بين المريء والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة للمريء، وهذا يؤدي للشعور بالحرقة والحموضة وصعوبة البلع، مع شعور بالغثيان أحيانا، وقد يؤدي لحدوث رائحة كريهة في الفم، وكذلك أحيانا للسعال المزمن، مع التهاب الحنجرة وبحة في الصوت، وتعطي أحيانا آلاما مشابهة لآلام القلب، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء، ومن الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي:

- تناول الأطعمة الحارة: كالفلفل والبهار والشطة.
- وكذلك الأطعمة الحامضة كالليمون.
- والبندورة المطبوخة.
- الأطعمة المقلية والدهون
- البصل والنعناع.
- والشوكولاتة.
- القهوة والشاي والكحول.
- والمشروبات الغازية.

التشخيص: يتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي الذي يظهر ضعفا وارتخاء بالمعصرة التي بين المريء والمعدة.

والعلاج يعتمد على:

- الحمية أولا، ومحاولة تخفيف الوزن.
- والابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقا أو التخفيف منها قدر الإمكان.
- عدم النوم بعد الطعام مباشرة.
- عدم تناول الماء أو العصير أثناء الطعام.
- التخفيف من حجم الوجبة الغذائية، والاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلا من وجبتين كبيرتين.
- وضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم؛ للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالا بدرجة كبيرة.

وبالنسبة للمعالجة الدوائية: فأفضل الأدوية حاليا هي ما تسمى: (بمثبطة مضخة البروتين)، مثل: البارييت، والاوميبرازول، والنكسيوم، وينصح باستعمالها ولفترات طويلة، ولكن بإشراف طبي، والعلاج الجراحي، ويمكن أن يتم بالمنظار، ويتم فيه تقوية المعصرة، ونتائج العملية جيدة، وتعطي نتائج مريحة للمريض، وتعتبر سليمة لأنها بالتنظير وليست بالتداخل الجراحي.

ونرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً