الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وضعي قبل علاج الاكتئاب كان أفضل، فما تعليقكم؟

السؤال

السلام عليكم

معاناتي بدأت منذ 13 سنة مضت، بدأت بقلق وخفقان وأعراض جسدية، وبعد الفحوصات لم يتضح شيء، وتطور الحال إلى اكتئاب حاد، وفي آخر 5 سنوات لم أتناول أي دواء نفسي لنفوري منه.

استسلمت أخيراً، وزرت الطبيب، ووصف لي لوسترال حبة بعد الغداء، وزانكس نصف حبة.

المشكلة أنه بعد 11 يوم من استخدام العلاج زاد الاكتئاب بصورة عجيبة، والقلق، خاصةً عندما أستيقظ صباحاً ويستمر إلى قبل المغرب فتهدأ الأعراض، لتعود صباح اليوم الثاني بشكل لا يطاق، حتى أصبحت لا أستطيع الذهاب للعمل، فوضعي قبل العلاج كان أفضل بكثير.

هل هي أعراض طبيعية في البداية، وهل ما زال الدواء يأخذ مفعوله؟ أفكر في وقف الدواء وهذ العذاب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Said حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: الذي يظهر لي أن حالتك هي نوع من قلق المخاوف ذي الطابع الاكتئابي، لذا قام الطبيب -جزاه الله خيرًا- بوصف الـ (لسترال Lustral) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) وهو من أفضل الأدوية لعلاج مثل هذه الحالات.

التفاعلات السلبية التي حدثت لك بعد تناول الدواء تحدث في نحو عشرين بالمائة، بمعنى أن الدواء يؤدي إلى تغيرات كيميائية في الدماغ، وفي بعض الناس يكون استقلاب الـ (سيروتونين Serotonin) -هي المادة التي يُعتقد أن اضطرابها يُسبب الاكتئاب والقلق والمخاوف، حين تكون الحركة الكيميائية سريعة- هو الذي يؤدي إلى شيء من القلق والتوتر.

إذًا هذه العملية عملية فسيولوجية طبيعية، تحدث لبعض الناس، وأريدك ألا تفقد هذه الفرصة العظيمة -أي فرصة أن تُعالج نفسك بصورة صحيحة- ولذا أقول لك أيها- الفاضل الكريم-: اصبر على الدواء، وسوف تجد منه خيرًا كثيرًا، والدواء لا يفيد أبدًا قبل أربعة إلى خمسة أسابيع، يعني فائدته العلاجية الحقيقية تبدأ بعد تلك المدة.

يمكنك أن تتناول اللسترال ليلاً، هذا أيضًا قد يُخفف من آثاره الجانبية، وربما يكون أيضًا من الجيد أن تتناول الـ (دوجماتيل Dogmatil) والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) بجرعة كبسولة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم كبسولة صباحًا لمدة أسبوع، ثم تتوقف عن تناوله، وبعد ذلك تستمر على اللسترال حسب الخطة التي وضعها لك طبيبك المعالج، وتستعمل الزاناكس أيضًا بحسب الكيفية التي وصفها لك الطبيب.

أنا متأكد أن خطة الأخ الطبيب هي أن تستمر على اللسترال، وربما يرفع لك الجرعة بعد مُضي شهرٍ أو شهرين من تناول العلاج، وسوف يتم التوقف التدريجي من الزاناكس، لأنه بالرغم من فعاليته الممتازة إلا أنه لا يُنصح بتناوله لفترات طويلة.

الأمر في غاية البساطة، أرجو أن تستمر على علاجك، لا تتوقف عن الدواء، وأتمنى أن يكون شرحي الذي سردته لك مقبولاً لديك، ويُحسِّنُ من قناعاتك بضرورة العلاج.

أيها -الفاضل الكريم-: لا تنس الجوانب السلوكية الأخرى: أن تُدير وقتك بصورة ممتازة، وأن تنام مبكرًا، وأن تمارس الرياضة، وأن تتواصل اجتماعيًا، وأن تحرص على صلواتك في وقتها، هذا كله -إن شاء الله تعالى- يساعدك كثيرًا للخروج من هذه الحالة التي أنت فيها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً