الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أستطع الزواج وأمارس العادة السرية لكي لا أقع في الفاحشة.

السؤال

السلام عليكم

أخي: أنا لم أتمكن من الزواج بسبب ظروف مادية، وأمارس العادة السرية كي لا أقع في الفاحشة، وإن تركتها لا أصبر.

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- ونشكر لك الصراحة والوضوح، والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يعينك على نفسك وعلى قبول الحق، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

لا يخفى على أمثالك أن الله سبحانه قال في حق الذين لايجدون نكاحًا: {وليستغفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله} ووجه النبي الشباب بقوله: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ومن المفيد للشاب توجيه الطاقات لعبادات روحية، أو شغل النفس بدورات ودراسات علمية، أوهوايات نافعة وأعمال تطوعية.

ولأننا في زمان صعب؛ فلا بد من البعد عن المثيرات، وغض البصر عن الغاديات الرائحات، كما وجهنا بذلك رب الأرض والسماوات؛ لأن هذه الأشياء توقظ أفعى الشهوات، وإذا تابع الإنسان النظر وكرره؛ أتعبته المناظر.

والمسلم صاحب إرادة قوية، وأنت -ولله الحمد- تترك طعامك وشرابك لله، فكيف تضعف أمام ممارسة لا توصل إلى الإشباع! والاعتياد عليها يشوش عليك، وهو خصم على سعادتك الأسرية المستقبلية، وقد لاحظ العلماء أن الشريعة لم تجعلها حلا رغم سهولتها، بل قال العظيم بعد الحديث عن الطرق الشرعية للتعامل مع الشهوة: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالاستعانة به، والتوكل عليه، والصدق معه، وأبشر بتأييد الله، وثق بأن الشهوة ضاغطة ولكن الله جعل لها مخرجًا بالاحتلام في النوم، وهي تفريغ طبيعي وصحي للشهوة، مع ضرورة السعي والبحث عن الزوجة الحلال التي تؤجر على جماعها وإعفاف نفسك وإعفافها.

وسؤالك يدل على خير في نفسك فاصعد بنفسك، واعلم أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا.

سعدنا بتواصلك، ونطمع في تواصل الحوار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك بصالحة، وأن يحقق لكما السعادة والاستقرار.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات